الشريط الإخباري

الآثار السورية توثق أضخم مهر لزوجة في الشرق القديم

دمشق – سانا

قبل أن يفكر الغرب في تخصيص يوم عالمي للاحتفاء بالمرأة والأم بآلاف السنين كرم الشعب السوري المرأة كأم وزوجة حيث توثق النقوش الكتابية القديمة واللقى الأثرية المكتشفة في مختلف المواقع الأثرية السورية امتلاك المجتمع السوري لثقافة احترام المرأة وتقديرها والحرص على منحها كل ما يضمن لها العيش بكرامة وعزة فالشعب السوري من أوائل الشعوب المدنية المتحضرة في العالم التي قدمت للزوجة المهر بشكل مبلغ من المال أو مجموعة من المصاغ الذهبي أو بصورة عقارات أو ممتلكات أخرى كنوع من تقدير المراة واحترامها والاعتراف بحرية المراة ودورها الرئيسي في بناء المجتمع.

ويشهد على ذلك كما يقول المؤرخ الدكتور محمود السيد قارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف العديد من الرقم المسمارية المكتشفة في مملكة ماري ومملكة أوجاريت لكن يبقى أهمها رقيم مسماري مدون بالبابلية يتحدث عن مهر ابنة ملك امورو اخات ميلكو زوجة ملك اوجاريت عميستامرو الثاني والذي اكتشف في القصر المركزي في موقع رأس الشمرا الأثري في الفترة الواقعة ما بين عامي 1951-1953 وهو ممهمور بختم الملك دوتيشوب ملك بلاد امورو ووالد  اخات ميلكو ملكة اوجاريت وقد أمهر ابنته مهرا أسطوريا .

وأضاف السيد إن الرقيم  يتألف من ثلاثة وأربعين سطرا شديدة التلاصق وقد دون بخط مسماري بابلي واضح و جميل ويبدأ النص بعبارة هذا مهر الملكة آخات ميلكو ويتحدث النص عن ثلاثة وخمسين نوعا من المجوهرات والأساور والأثاث والألبسة ويذكر النص قطع المجوهرات والأواني المصنوعة من الذهب والفضة والملابس والأقمشة والمفروشات التي صنع بعضها من خشب الابنوس باهظ الثمن والمستورد من اثيوبيا وأدوات منزلية مشغولة من البرونز وتيجانا وأحزمة مصنوعة من المعادن الثمينة ويشير النص إلى أن الأدوات المصنوعة من الذهب تزن 12 كيلو غراما وأن الأدوات والأواني المصنوعة من الفضة تزن تسعة كيلو غرامات في حين تزن الأدوات المنزلية المشغولة من البرونز أكثر من ثلاثمئة وخمسين كيلو غراما ويذكر النص أيضا نحو 40 مجموعة من الملابس حوالي النصف منها صممت وفقا للطراز الحوري والنصف الأخر صمم وفقا لطراز ملابس النساء في بلاد امورو ويوجد بين الأثاث المنزلي كراسي مريحة بذراعين وكراسي عادية ومقاعد بدون ظهر واذرعة مطعمة بالذهب واللازورد وثلاثة أسرة للنوم مزينة بصفائح من العاج ويشير النص إلى أن جميع الأثاث من النوعية الفاخرة جدا ويتحدث أيضا عن ست أواني أو أوعية مملوءة بالعطر وعشرين علبة تحتوي مساحيق التجميل وأربع ممالح مشغولة من العاج.

ولفت السيد إلى أن النص يؤكد غنى مملكة أوجاريت الكبير وعظمة قوتها الاقتصادية وبشكل خاص خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد.

يذكر أنه اكتشف في موقع رأس الشمرة ضمن رقم الأرشيف المركزي نص يتحدث عن تبادل رسمي و موثق لعدد من الأراضي بين آخات ميلكو وزوجها عميستامرو الثاني ملك أوجاريت.

عماد الدغلي