سنغافورة-سانا
وجد فريق من الباحثين في جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة يعملون مع مجموعة في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا أدلة تظهر أن أجزاء من المدن الساحلية الكبرى باتت تغرق بشكل أسرع نتيجة لارتفاع مستوى البحر.
ونقلت شبكة سكاي نيوز الإخبارية عن الفريق البحثي قوله في ورقة علمية نشرت في مجلة “نيتشر سوستينابيليتي” إنه قام باستخدام الرادار القائم على الأقمار الصناعية لقياس درجة هبوط الأرض في 48 من أكبر المدن في العالم ووفقاً للدراسة الحديثة فإن العديد من المدن باتت تواجه مشكلة تتمثل في هبوط الأرض حيث تغرق الأرض بسبب ازالة المياه الجوفية أو الغاز وانضغاط الأرض من الوزن الهائل للمباني الموجودة فوقها.
وأظهرت أبحاث سابقة أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى ذوبان الجليد في جميع أنحاء العالم ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر وهذه الزيادة في مستويات سطح البحر هي مصدر قلق كبير للمدن والبلدات التي تقع على أطراف السواحل المائية.
وقام الباحثون بقياس هبوط الأرض في 48 مدينة من أكبر المدن في العالم على مدار الأعوام من2014 إلى 2020 ووجدوا أن جميع المدن التي درسوها تقريباَ كانت تعاني من درجة معينة من هبوط الأرض وفي 44 منها كانت بعض المناطق تغرق بمعدل أسرع بسبب ارتفاع البحر.
وأظهرت أبحاث سابقة أن مستويات سطح البحر ترتفع بنحو 3.7 مليمترات كل عام لكن الباحثين وجدوا في دراستهم أن بعض أجزاء هذه المدن تشهد غرقاَ للأراضي بمعدل يصل إلى 20 ًمليمترا لكل سنة.
وكان متوسط معدل الغرق لمدينة هو تشي مينه الفيتنامية على سبيل المثال 16.2 مليمتراَ لكل سنة حسبما توصلت الدراسة كما ألقى الباحثون نظرة فاحصة على بعض المدن مثل ريو دي جانيرو البرازيلية ووجدوا أن ما يقرب من 2 كيلومتر مربع من الأرض داخل حدود المدينة سيكون تحت الماء بحلول عام 2030 إذا لم يتم اتخاذ تدابير لكبح ارتفاع البحر.
وأشارت الدراسة إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن تغير المناخ حظي باهتمام كبير من الباحثين باعتباره تهديداَ مستمراَ يجب معالجته وهكذا تم جمع الجهود الدولية من خلال الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ “آي بي سي سي” لتقييم المخاطر المستقبلية لتغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر ومساعدة صانعي السياسات في تطوير استراتيجيات التكيف والتخفيف المستدامين.
ولفت الباحثون إلى ايلاء اهتمام أقل لهبوط الأرض أمام ظاهرة غرق المدن الساحلية وهذه الظاهرة الجديدة هي غرق الأرض بمعدلات يمكن أن تتجاوز عشرات المليمترات في السنة والتي يمكن أن تزيد من الارتفاع النسبي في مستوى سطح البحر عدة مرات أكثر من متوسط ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي لبضعة مليمترات في السنة.
ووفقاَ للدراسة فإن العديد من المناطق الساحلية التي تشهد أسرع معدلات هبوط الأراضي هي مدن رئيسية مبنية على دلتا أنهار مسطحة ومنخفضة الارتفاع ما يعرض عدداَ كبيراَ من السكان وقيمة اقتصادية كبيرة لتأثيرات خطيرة.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency