65 شاباً وشابة يختتمون مسيراً تجاوز 65 كم من جبال صلنفة إلى هضبة البهلولية باللاذقية

اللاذقية-سانا

على مدار خمسة أيام خاض 65 شاباً وشابة من أبناء دير المخلص للآباء اليسوعيين بمحافظة حمص بالتنسيق مع فريق (المغامر السوري) في اللاذقية تجربة لا تنسى تمزج بين الرياضة والاستكشاف والترفيه اجتازوا خلالها نحو 65 كم بمعدل وسطي ست ساعات في اليوم الواحد بدءاً من غابات جبال صلنفة وحتى هضبة البهلولية.

مناظر طبيعية رائعة الجمال وإطلالات خلابة رافقت المشاركين على امتداد المسافة التي تخللها تسلق أربع قمم تنوعت بين خضرة غابات الصنوبر والشوح والأرز ومشهد الغيوم وهي تعانق الجبال والأفق الساحر في لحظات الغروب ومياه البحر التي لونتها الشمس بأشعتها الدافئة كما لو أنها مرسومة بريشة فنان إضافة إلى أجواء الليل المقمرة وجلسات السهر حول موقد الحطب والكثير من الأحاديث والضحك والموسيقا التي كانت تخفف عنهم عناء وتعب المسير طوال النهار.

وقال إبراهيم سعود قائد فريق (المغامر السوري) في تصريح لمراسلة سانا الشبابية: “إن مثل هذه الأنشطة التي تستمر لعدة أيام تهدف إلى تعزيز ثقة المشاركين بأنفسهم وأن لا شيء مستحيلا طالما أنهم يمتلكون الإرادة والجرأة لاجتياز الصعاب” مبيناً أن بيئة المسار التي تم اختيارها لإقامة النشاط تبرز جمالية وغنى الطبيعة الساحلية ببحرها وجبلها وسهولها ووديانها وأنهارها.

وأضاف: إن البداية كانت من غابة الشوح والأرز في صلنفة على ارتفاع نحو 1550 متراً وإطلالتها الساحرة على سهل الغاب والجبال المحيطة مروراً بقمتي الأمير الشيخ نبهان الخزرجي المهيبة على علو 900 متر تمتد تحتها مئات القرى إلى البحر في الأفق البعيد والشيخ قليع الحكيم على ارتفاع يقارب 300 متر مع استراحات قصيرة قرب الينابيع العذبة التي تذخر بها المنطقة للتزود بالمياه وختامها هضبة البهلولية وهبط الشير العظيم الذي يبلغ ارتفاعه نحو 200 متر ويشرف على البحيرات السبع وغاباتها الخضراء المتاخمة للنهر الكبير الشمالي.

مشاعر الدهشة أمام روعة المناظر كانت بادية على وجوه المشاركين ولا سيما أنها الزيارة الأولى لمحافظة اللاذقية بالنسبة للأغلبية حيث ستبقى آثار الأديرة والكنائس والينابيع التي يعود معظمها للعصرين الروماني والبيزنطي ومغارة قنا ملكي التي بنيت عام 34 ق.م على طريق حلب القديم محفورة بذاكرتهم وكذلك عبورهم جسر السكة الحديدية الذي تم إنشاؤه في ستينيات القرن الماضي وبقايا التلفريك الفرنسي ذي الدفع الذاتي لشركة الإسفلت التي أنشئت عام 1927 ميلادي بينما رأى فيه آخرون تحدياً لقدراتهم واختبارا للمهارات الحياتية التي يمتلكونها واكتساب ما يلزم للتعايش مع الطبيعة.

الشابة ساندي فياض 21 عاماً عبرت عن سعادتها بهذه التجربة التي تختلف كلياً عن كل ما اختبرته سابقاً حيث وجدت فيها فرصة للتعرف على جمال الريف الساحلي ولا سيما أن معظم الرحلات كانت إلى بحر اللاذقية وشاطئها مؤكدة أن الروح المعنوية للمشاركين والتعاون فيما بينهم ساعداها في التغلب على التعب والمشقة التي شعرت بها خلال المسير حتى نقطة النهاية.

الشاب غابي دندوش تحدث بحماس عن هذا النشاط الرائع رغم التردد الذي انتابه بادئ الأمر واستوقفته المسافة التي سيجتازونها خلال المسير مشيراً إلى مشاعر الخوف التي كانت تراوده عندما ينهكه التعب لكنه يتفاجأ بقدرته على مواصلة المسير في اليوم التالي فجمال الطبيعة ونقاء هوائها والانتعاش الذي يمنحه كانت كفيلة بالتغلب على الإرهاق.

رشا رسلان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

شباب (المغامر السوري) ينفذون إنزالاً جبلياً على ارتفاع 40 متراً هو الأول من نوعه في سورية

اللاذقية-سانا تحدٍ جديد خاضه 15 شاباً وشابة من مختلف المحافظات أثناء مشاركتهم في الإنزال الجبلي …