زوجان من دير ماما يؤسسان مشروعهما الخاص بإنتاج الحرير الطبيعي

دمشق-سانا

ساعات طويلة يقضيها الزوجان حسين حسن وعذاب سليمان من أهالي قرية دير ماما بمحافظة حماة في حياكة خيوط الحرير بسرعة لافتة على النول الخشبي في عملية دقيقة جداً لإنتاج الشالات والمناديل والملابس وغيرها من قطع القماش المصنوعة من الحرير الطبيعي بشكل كامل.

وعن مراحل صناعة الحرير قال حسن خلال حديثه لنشرة سانا الشبابية “إنه وزوجته يربيان دودة القز التي تتغذى على شجر التوت لإنتاج الشرانق واستخراج خيوط الحرير منها وحياكتها على نول خشبي قديم ما زالت عائلته تحتفظ به حتى يومنا هذا كونها توارثته ابا عن جد لتنتج في النهاية مختلف أنواع المنسوجات المصنوعة من الحرير الطبي”.

وبين حسن أنه ورث هذه المهنة عن عائلته ويعمل بدوره على إحيائها ونقلها للأبناء وخاصة أن قريته اشتهرت بهذه الحرفة منذ آلاف السنين مشيراً إلى أنه وزوجته ينتجان مشغولات يدوية ومنسوجات تراثية تعبر عن تاريخ وثقافة قريتهما.

ولفت حسن إلى أنه رغم الصعوبات التي تعترضهم في العمل إلا أن هذه الحرفة تؤمن الكثير من فرص العمل للراغبين لكن اليوم هناك عزوف من أبناء القرية عن هذه المهنة بسبب ارتفاع التكاليف وعدم وجود سوق لتصريف المنتجات.

بدورها أشارت عذاب سليمان إلى أنها استفادت من دراستها للفنون في مساعدة زوجها بالعمل حيث تقوم بتنفيذ التصاميم والنقوش لإضفاء الجمال والرونق على منتجاتهما لتواكب العصر لافتة إلى أن هذا العمل حقق لهما الاستقلالية والطمأنينة وساعدهما في تحسين وضعهما الاقتصادي.

وأوضحت أن صناعة الحرير من التراث التقليدي في القرية وكانت أغلب العرائس تلجأ في السابق لشراء الأثواب الحريرية والزينة الخاصة بها لتكون نوعاً من التذكار تحتفظ به في منزل الزوجية مؤكدة ضرورة إعادة إحياء هذه الحرفة وتشجيع السيدات على امتهانها للحفاظ على هذا التراث من الاندثار.

كما أشارت عذاب إلى أنها تتشارك مع زوجها في العمل والإنتاج ويشاركان بأغلب المعارض والبازارات للتعريف بصناعة الحرير والتسويق لمنتجاتهما حيث كانت آخر مشاركاتهما في معرض “بايدينا” الذي أقامه المكتب الإقليمي للاتحاد العربي للأسر المنتجة في قلعة دمشق.

وحافظ أهالي قرية دير ماما في منطقة مصياف على مهنة صناعة الحرير التي باتت علامة فارقة في المشغولات اليدوية السورية وخاصة أن المناخ المتوفر في القرية يساعد على تهيئة البيئة اللازمة لتربية دودة القز من مراحل نشأتها الأولى وصولاً إلى مرحلة غزل الخيوط.

سكينة محمد

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency