الشريط الإخباري

في اليوم العالمي للمياه.. السوريون أول من أنشأ بحيرةاصطناعية

دمشق- سانا

تحتفل سورية والعالم في الثاني والعشرين من آذار من كل عام باليوم العالمي للمياه ويؤكد تاريخ سورية الحضاري مكانة الماء لديها كرمز للخصب والخير بدءا من مملكة ماري وأوجاريت ولكن يبقى اهم إنجاز هو محاولة إنشاء بحيرة إصطناعية في مملكة قطنا.

وتؤكد الأبحاث الأثرية الجيولوجية التي أجريت في مختلف المواقع الأثرية السورية على اهتمام سكان سورية القدماء بإقامة أقنية الري وأقنية جر وسحب وتصريف المياه وحفر الآبار والتحكم بمصادر المياه الناجمة عن تساقط الأمطار وذوبان الثلوج والأنهار والمجاري المائية والينابيع والسواقي وتأمين التزود بها على مدار العام مما يؤكد على الاهتمام.

ويشهد على ذلك كما يقول المؤرخ الدكتور محمود السيد قارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف نتائج الأبحاث الأثرية الجيولوجية والأسبار الأرضية التي تم انجازها في موقع المشرفة مملكة قطنا في محافظة حمص والتي وثقت بعد دراسة الطبقات الأرضية الركامية أن أوائل المستوطنات البشرية قامت في منطقة المشرفة في عصر البرونز القديم الثالث الممتد من عام 2800 ولغاية 2500 ق.م وعصر البرونز القديم الرابع الممتد من عام 2500 ولغاية عام 2000 ق.م بفضل توفر الماء في المنطقة بصورة دائمة ومضمونة وأنه كان يوجد خلال عصر البرونز القديم الرابع بحيرة صغيرة في الموقع وأن جزءا منها كان اصطناعي المنشأ وهي أول محاولة في العالم لإنشاء بحيرة اصطناعية وقد امتدت البحيرة أو الحوض المائي على مساحة 70 هكتارا وهي جافة الآن علما أن مدينة قطنا بنيت على الضفة الشرقية لهذه البحيرة عند التقاء مجريين مائيين على مصطبة كلسية قليلة الارتفاع .

وأوضح السيد أن هذه البحيرة ساهمت في نمو الزراعة وتربية الحيوان وتؤكد بقايا غبار الطلع المحفوظة في رواسب البحيرة أنه كان توجد غابة مزدهرة بأشجار العرعر و البلوط وتركزت زراعة الحبوب على الشعير والقمح وفي عصر البونز الوسيط الممتد من عام 2000 ولغابة عام 1600 ق.م أقيم في قطنا سور دفاعي ترابي ضخم أحاط بمنطقة مستطيلة الشكل مساحتها 110 هكتارات وادى بناء السور الغربي والجنوبي إلى تحويل بحيرة السد الصغير إلى خندق مائي متطاول يحيط بالجهة الشمالية والجنوبية والغربية من السور في حين تشكل داخل المنطقة المسورة حوض مائي صغير كما نجم عن بناء الأسوار الترابية انخفاض ملحوظ في منسوب مياه بحيرة قطنا ولم يعد مستوى ارتفاع المياه يزيد على ارتفاع متر واحد وتشكلت المستنقعات بدليل أن المخطط البياني لغبار الطلع يبين انتشارا كبيرا للنباتات المستنقعية  كنبات الحلفا الذي ينمو في المناطق المستنقعية ذات التربة القلوية وبجوار البحيرات والقصب وكذلك بقايا طيور الإوز الكبير الحجم و الإوز القزم وبعض أنواع طيور البط التي لا تعيش إلا في المياه الضحلة وفي عصر الحديد الممتد من عام 1200 ولغاية 550ق.م بدات مرحلة من الجفاف وتنامي الحالة المستنقعية للبحيرة ويؤكد ذلك نتائج الدراسات الجيومرفولوجية التي وثقت تزايد تاكل التربة وتناقص كميات المياه.

يذكر أنه كان لمملكة ماري في محافظة دير الزور ميناء يتصل بقناة مائية مجهزة مع نهر الفرات تؤمن جر المياه إلى المدينة وتسهل وصول السفن التي كانت تبحر من ماري وإليها واكتشف في مملكة أوجاريت في محافظة اللاذقية سد لحجز الماء وقنوات جر وتصريف للمياه.

عماد الدغلي