مسؤولون ومحللون روس: محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه

موسكو-سانا

حذرت ناتاليا ناروتشينسكايا رئيسة المعهد الأوراسي للديمقراطية والتعاون في باريس من تفاقم الوضع في الشرق الأوسط الذي وصل إلى أوجه داعية المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لوقف العنف والإرهاب ضد المسيحيين والمسلمين والأوابد التاريخية والثقافية في سورية والعراق على يد التنظيمات الإرهابية المختلفة مثل داعش وجبهة النصرة وغيرهما.

وقالت ناروتشينسكايا في مؤتمر صحفي اليوم في موسكو “لم يعد مقبولا موقف الدول الكبرى وخاصة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بأن تقف مكتوفة الأيدي أمام انتهاك بعض دول الشرق الأوسط للقرارات الدولية التي تتخذها بشأن محاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله”. 1

بدورها قالت يلينا أغابوفا نائبة رئيس الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية “أن وفد الجمعية إلى الدورة 28 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المنعقدة حاليا بين2 و27آذار الجاري أثار في مؤتمر دولي عقد بطلب من روسيا ولبنان وأرمينيا مسائل الانتهاكات والممارسات الإجرامية التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية في سورية بحق المقدسات المسيحية والإسلامية وطالب المجتمع الدولي بوضع حد لتصرفات بعض الدول الأعضاء في المنظمة الدولية التي تدعم وتمول وتاوي وتدرب تلك التنظيمات الإرهابية على أراضيها “.

وأشارت أغابوفا إلى أن انتشار الإرهاب والتنظيمات الإرهابية وارتكابها للعمليات الإجرامية الوحشية ضد معتنقي الديانات الأخرى تحت راية الدين تقدم الخدمة الأكبر لأعداء الإسلام وتوجه له أكبر إساءة في نظر الآخرين خاصة نتيجة ما ترتكبه من اجرام مثل القتل الجماعي والحرق وتجارة الرقيق والسطو والاغتصاب والتهجير والاستيلاء على الأملاك وتدمير المقدسات .

ولفتت إلى أن المشاركين في المؤتمر طرحوا على المجتمع الدولي السؤال عن إمكانية إيقاف موجة العنف التي تجتاح بلدان الشرق الأوسط منذ سنوات تحت مسمى” الربيع العربي” الذي لم يجلب إلى هذه المنطقة سوى الخراب والدمار والقتل والتشريد.3

وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو رأت أغابوفا أن التناقض في تصريحات المسؤولين الغربيين حول ضرورة التحدث مع القيادة السورية يدل على فشل تلك السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والتي وضعت هذه المنطقة على صفيح ساخن وحولتها إلى ساحة للصراعات ومسرحا للمواجهات المسلحة.

وقالت أغابوفا” إن الجهود التاريخية للقيادة السورية وللشعب السوري وجيشه الباسل في محاربة الإرهاب الدولي مازالت مستمرة للسنة الخامسة بالرغم من أن الولايات المتحدة وبعض الدول الإقليمية تواصل سياسة تغذية ودعم التنظيمات الإرهابية وتنتقل من فشل لآخر”.

وأشارت أغابوفا إلى أن التصريحات التي أطلقها جون كيري وزير الخارجية الاميركية بخصوص التفاوض مع سورية مؤشر أكيد على انهيار القوى لدى الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وعدم إمكانيتهم تحقيق النصر على سورية قيادة وحكومة وشعبا والتي أعلنت عن تصميمها بمحاربة الإرهابيين الدوليين القادمين من أكثر من ثمانين دولة في العالم ليدنسوا التراب السوري.

وجددت أغابوفا التأكيد على أن الغرب لم يكن لديه مشكلة حول شرعية الحكومة السورية في مسألة السلاح الكيميائي حيث اعتبرها شريكا كاملا لكن التساؤلات حول هذه الشرعية أثيرت في قضية التعاون معه في محاربة الإرهاب الامر الذي يثير تساؤلات حول جدية الغرب في محاربة الإرهاب.

وأضافت نائبة رئيس الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية “إن فشل دول إقليمية معروفة بدعم الإرهاب والتآمر على سورية في تحقيق أي نصر على الشعب السوري دليل على أن المخططات العدوانية ضد سورية لا مستقبل لها وهي بدون جدوى وحتى الغارات الأمريكية وعمليات القصف الجوي التي تقوم بها قوى التحالف الدولي لمواقع التنظيمات الإرهابية لن تجلب النتائج المرجوة لأن الجهود ضد الإرهاب يجب أن تكون مشتركة لجميع أفراد المجتمع الدولي وتحت رعاية الأمم المتحدة ومن دون معايير مزدوجة لتلك الدول التي تعتبر نفسها المهيمنة على العالم”.2

من جهته أكد دميتري ميكولسكي الباحث في معهد الاستشراق في موسكو ان السياسة الغربية وخاصة الامريكية ازاء سورية والمنطقة فشلت وخاصة بعد تصريحات كيري ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير وغيرهما من المسؤولين الغربيين حول انه لا يمكن حل الأزمة في سورية دون التعاون مع القيادة السورية ممثلة بالرئيس بشار الأسد.

وأضاف ميكولسكي” إنهم يجدون أنفسهم مضطرين في نهاية المطاف للاعتراف بان الشخصية الأساسية والقطب الجوهري لحل الأزمة في سورية التي إفتعلتها الدول الغربية بالذات هو الرئيس الأسد وهذا امر جيد ولكن من جهة اخرى هناك نشاطات وأعمال يقوم بها الأمريكيون والأوربيون الغربيون إزاء سورية تدهشنا في واقع الامر والمقصود بذلك تأييدهم لما يسمونها بالمعارضة المعتدلة والتي هي في حقيقة الأمر من ألد أعداء الشعب السوري”.

وختم الباحث الروسي بالقول “عليهم في النهاية ان يحددوا خيارهم…فإما ان يكونوا مع السلام والعدالة وإيقاف الحرب واما مع مواصلة العدوان على سورية وتغذية المعارضة البشعة والاستمرار في محاولات تقويض الوضع في سورية وليس هناك موقف وسط بين هذين الأمرين “.