بين مصدر رزق وحيد لعائلات كثيرة وإزعاج للمارة.. البسطات تنتشر في أحياء حماة وتفترش الشوارع والأرصفة

حماة-سانا

يشكو أهالي مدينة حماة من الانتشار المتزايد للباعة الجوالين والبسطات التي تفترش الشوارع وتشغل الأرصفة في مختلف أحياء المدينة ما يعرقل حركة المارة ويزيد ازدحامها عدا عن تشويه مظهرها الجمالي والحضاري فيما تعزو الجهات المعنية عدم قدرتها على ضبط هذه الظاهرة لكونها مصدر رزق وحيدا للكثير من العائلات ولاسيما الوافدة.

وتبرز هذه الظاهرة كأحد مفرزات الأزمة التي تواجه البلاد وازدياد عدد الوافدين إلى المحافظة وبحثهم عن مصدر رزق عبر لجوئهم إلى البسطات ونشرها في أحياء المدينة ولاسيما أسواق المرابط و 8 آذار والدباغة وساحة العاصي المكتظة أساسا بالمواطنين.

‏‏ويقول سعيد من أهالي مدينة حماة “لم نكن نرى هذه البسطات سابقا لكن منذ عامين تقريبا باتت معظم أحياء المدينة وشوارعها مكاناً لانتشارها وعلى مرأى الجهات المعنية” واصفا هذه الظاهرة “بالمزعجة وغير الحضارية وتحتاج إلى معالجة”.‏

‏وفي وقت يرى فيه ماهر حميد أنه “من حق كل رب أسرة تأمين مصدر رزق لإعالة عائلته” يشير إلى ضرورة تنظيم البسطات المنتشرة في الأسواق التجارية ووضعها في أماكن مخصصة لها كون وجودها في الشوارع والأرصفة يعرقل سير المشاة ويجعلهم عرضة للحوادث المرورية.

‏‏ويعرب أحمد الكنج عن انزعاجه من انتشار البسطات في شوارع وأحياء المدينة التي طالما اشتهرت بتنظيمها العمراني المتميز ومظهرها الحضاري ونظافتها على الدوام وقد حصلت في السنوات الماضية على عدة جوائز من منظمات عربية ودولية بهذا الشأن معتبرا أن هذه الظاهرة “لا تليق بسمعة المدينة ومستواها الحضاري”.

وحماة التي استقبلت مئات الآلاف من الوافدين باتت تعاني حسب الكنج من ضغط سكاني واقتصادي واجتماعي أدى إلى انتشار هذه البسطات ما يستدعي على حد قوله تنظيم انتشار وعمل ونشاط هذه البسطات وتحديد توضعها على أطراف المدينة وليس في مركزها “منعاً من انقطاع أرزاق أصحابها”.

ويعزو رئيس مجلس مدينة حماة المهندس محمود القيسي انتشار ظاهرة إشغال الأرصفة وبعض الساحات في المدينة ببسطات إلى عدم توفر فرص عمل لعدد كبير من العائلات خاصة التي تهجرت ووفدت إلى المدينة جراء الظروف الراهنة مبينا أن المجلس سعى “لقمع هذه الظاهرة من الشوارع الرئيسية إلا أن عددا من المواطنين عادوا إلى تلك الإشغالات مجدداً بسبب حاجتهم الماسة إلى مصدر الرزق‏”.

ويقول القيسي “إن مجلس المدينة يتعامل مع الظاهرة بموضوعية وحسب الواقع” حيث سمح بتلك الإشغالات في أطراف المدينة وأزالها بشكل كامل في شارع 8آذار والمرابط وابن رشد وانتهاء بالدباغة‏ إلا أن البعض عاد إلى إشغال تلك الأرصفة من جديد فيما دائرة الرسوم وقسم المدينة يواصلون عملهم بمصادرة عدد كبير من البسطات وإيداعها بمستودعات المجلس.

وخصص مجلس المدينة حسب القيسي ساحتين بأكشاك في حيي البارودية وجورة حوا للمعوقين وذوي الشهداء لتكون مصدر رزق وبأسعار رمزية حيث تم تسليم أكثر من 100 كشك لأصحاب العلاقة أصولاً ويتم معالجة تواجد البسطات يومياً مع أصحابها سواءً بالمصادرة أو الإزالة.

وعن إمكانية تخصيص مجلس المدينة منطقة معينة لإشغالها من قبل أصحاب البسطات والقضاء نهائياً على إشغالات الأرصفة في مركز المدينة والأحياء الأخرى يكشف القيسي “أن المجلس يعكف حالياً على دراسة منطقة ضمن المخطط التنظيمي ليتم إشغالها من قبل أصحاب البسطات ونقل الأخيرة إليها وهي خلف كلية الطب البيطري إلا أن ملكيتها تعود إلى مديرية الأوقاف وتمت مراسلة المديرية لوضع صيغة نهائية لإشغالها”.

عبد الله الشيخ