السويداء-سانا
يحاكي الفنان التشكيلي عماد النداف في لوحاته حالات الإنسان وهواجسه وفق رؤية جمالية وتجربة لونية وفنية غنية انطلقت من موهبة برزت في الصغر وكللها بدراسة أكاديمية في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق باختصاص التصوير الزيتي.
يستذكر التشكيلي عماد 42 عاماً من قرية مردك بريف السويداء خلال حديثه لمراسل سانا حبه وشغفه بالرسم منذ الطفولة وتميزه في هذا المجال بالمرحلة الإعدادية بعد تلقيه الدعم من أحد مدرسيه إلى أن طور نفسه في مجال رسم الوجوه واتباعه دورة في مرسم الفنان التشكيلي الراحل الدكتور عبد الكريم فرج أهلته لدخول كلية الفنون الجميلة والتخرج فيها عام 2014.
واستمد النداف من مشروع تخرجه الذي حمل عنوان (حالات إنسانية) الركيزة التي سار عليها لاحقاً في معظم أعماله التي اقتربت من الإنسان وهواجسه بمختلف حالاته حيث صور المرأة والشاب والعجوز في العديد منها.
مدارس ثلاث تبرز لدى التشكيلي بدأها كما يوضح بالواقعية من خلال لوحة بعنوان (معزوفة من أجل الطبيعة) لعازفة تشيللو والنباتات تتراقص حولها وصولاً إلى المدرسة التكعيبية مع التوجه مؤخراً نحو السريالية.
وتمتاز أعمال التشكيلي النداف بالحجوم الكبيرة للوحات التي تستغرق منه وقتاً وجهداً كبيرين حيث يجد فيها كما يلفت فضاءً واسعاً للتعبير عما يجول في مكنونات النفس وخواطرها وجمالية أكبر وأكثر قدرة على التأثير في المشاهد لها وإدهاشه مع تركيزه في غالبيتها على ألوان الطبيعة المحببة بالنسبة له وخاصة الأخضر والأزرق.
النداف الذي سبقت له المشاركة بمعارض متعددة في دار الأوبرا وخان أسعد باشا والمركز الثقافي بمدينة السويداء يشير إلى أنه رغم حبه لكل لوحة أنجزها لكن يبقى للوحة أسماها (البداية والنهاية) رونق خاص بالنسبة له بعدما جسد على سطحها صراعات الإنسان مع الحياة من ولادته لوفاته مع استخدام تعابير للرمز كالتفاحة والجمجمة والقفل والمفتاح لحل المشكلات.
ويملك التشكيلي النداف حالياً مرسماً في قريته مردك وآخر في مدينة شهبا أطلق عليه اسم الفنان العالمي الكبير (ليوناردو دافنشي) نتيجة تأثره به وتركيزه على البصر كأولى الحواس كما أنه يقوم بتأهيل وتدريب عدد من الطلاب فيه وعدد من المتقدمين لاختبارات القبول في كلية الفنون الجميلة والهندسة المعمارية.
ويرى النداف في الرسم افضل طريقة لتفريغ الشحنات لدى الإنسان وإبراز مخزونه المعرفي وتجسيد إحساسه عدا عن كونه يحمل بعداً تاريخياً كفن قديم نشأت عليه الحضارات وتأثرت به عبر أعمال الفنانين الذين تركوا بصمتهم على مر العصور.
عمر الطويل
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency