حمص-سانا
بعزيمة وارادة وثقة عالية بالنفس تمكن الشاب زياد الخوام من تجاوز ظروف إعاقته في اليدين ليبدع بمجال الرسم بعد أن وجد في هذه المساحة الإبداعية ملاذاً واسعاً للتعبير عن ملكاته الفردية وقدراته والتي لم يحد العجز منها ليثبت أن الإنسان يولد بروح جبارة تسعفه دوماً إذا ما أحسن شحذها بالإرادة.
زياد وهو طالب في الصف الثاني الثانوي يعتبر نموذجاً في التحدي والإصرار حيث عانى منذ ولادته من إعاقة في يديه لكنها لم تمنعه من ممارسة حياته الطبيعية والسير على دروب التفوق كبقية أقرانه مبيناً لنشرة سانا الشبابية أنه منذ صغره كان محباً للرسم ولديه محاولات خجولة إلى أن التقى بالمرشد النفسي والاجتماعي في ثانوية (خالد بن الوليد) التي يدرس فيها فساعده على إظهار موهبته للعلن وشجعه على تطويرها.
تمكن زياد بمساعدة مدرسته من التعرف على العديد من تقنيات الرسم وأساليبه ومدارسه ليبدأ مسيرته الفنية بثقة موضحاً أنه حاول خلق بصمة خاصة له في لوحاته التي اعتمد أغلبها على تقنية الظل والتظليل كما بدأ مؤخراً باستخدام الإكرليك وتعلم الرسم ثلاثي الأبعاد بعد أن عمل على تطوير موهبته وصقلها بالتدريب الذاتي ومساعدة أسرة مدرسته.
واختتم زياد حديثه بالإشارة إلى أن الرسم ساعده على تجاوز ظرفه الصحي الخاص واكتساب المزيد من الثقة بالنفس وبإمكاناته مؤكداً أن الإنسان قادر على تخطي إعاقته وإثبات نفسه عبر استنهاض ما يملكه في دواخله من قدرات استثنائية.
وقال المرشد النفسي والاجتماعي في المدرسة داني مخول: إن زياد هو أحد الطلاب المتميزين في المدرسة لكنه كان في البداية معتكفاً على ذاته إلى أن تواصلت معه وعرضت عليه مشروع تطوير موهبته بعد أن اطلعت على لوحاته ووجدت أن معظمها يغلب عليها اللون الأسود مع وجود أجزاء ناقصة في كل عمل حيث تمكنت تدريجياً من إخراجه من هذه الحالة وتشجيعه على استخدام الألوان وإكمال لوحاته بالعناصر اللازمة ليصل حالياً إلى الرسم ثلاثي الأبعاد ولاحقاً سنبدأ بتعليمه تقنية الحرق.
وأشار مدير المدرسة طالب شتور إلى دور الإرشاد النفسي في دفع موهبة زياد إلى الضوء وصقلها وتوفير بعض المعدات البسيطة وفق الإمكانات المتاحة لتشجيعه على ممارسة الرسم حيث تم وضع لوحاته في المدرسة ونشر بعضها الآخر على صفحة المدرسة على الفيسبوك مبيناً أن مديرية التربية كرمت زياد تقديراً لجهوده الإبداعية.
هنادي ديوب
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency