أعتقد أن معظم شعوب العالم لن تتفاجأ عندما تكتشف أن واشنطن هي المسؤولة عن تصنيع ونشر فيروس جدري القرود الذي بدأ العالم يحذر من انتشاره في عدد من الدول، فيد الإجرام الأمريكية لم ولن تتوقف عن العبث بمستقبل شعوب العالم تدميراً وإفقاراً وتجويعاً سواء عبر الحروب والحصار أو عبر صناعة الأمراض ونشرها.
الولايات المتحدة التي ثبت أنها فرّخت من مختبراتها الاستخباراتية وحش الإرهاب وأطلقته في أفغانستان مطلع ثمانينيات القرن الماضي على شكل تنظيم القاعدة لمحاربة خصمها آنذاك الاتحاد السوفييتي، لم تتوقف عند هذه الماركة المسجلة باسمها بل صمّمت نسخاً معدلة متعددة منه على شكل “داعش” و”النصرة” وكتائب آزوف النازية، وهي نفسها التي أنتجت في مختبراتها البيولوجية وحش الفيروسات القاتلة ونشرتها في العالم.
مؤخراً بدأ العالم يحذر من تفشي مرض جدري القرود بعد تسجيل عدة حالات خارج القارة الأفريقية موطن الفيروس، في أوروبا وآسيا وأمريكا لنكتشف بعد أيام، ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، أن الولايات المتحدة تدير عدة مختبرات بيولوجية في نيجيريا حيث رصدت الإصابات الأولى من سلالة جدري القرود، فماذا يمكن أن نستنتج من ذلك؟ هل تقيم واشنطن تلك المختبرات خدمة لشعوب القارة الأفريقية؟ نشك بذلك ونعتقد أن لتلك المختبرات يداً في نشر هذا المرض.
فبالرغم من أن منظمة الصحة العالمية أكدت في بياناتها أنه لا خوف بشأن تفشي المرض كجائحة وأن المرض يظل قابلاً للاحتواء بإجراءات النظافة الشخصية الجيدة والسلوك الجنسي الآمن، غير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتبر أن تفشي مرض جدري القرود أمر “يجب أن يكون مصدر قلق للجميع” فماذا وراء هذا القلق الأمريكي؟ ربما بايدن يعلم السبب تماماً!
في الحقيقة، لا نتجنّى على الولايات المتحدة إذا ما اتهمناها بالمسؤولية عن نشر جدري القرود، فما تم اكتشافه مؤخراً من مختبرات بيولوجية سرية أمريكية في أوكرانيا لإنتاج الفيروسات ومسببات الأمراض، والوثائق التي تثبت استخدام واشنطن للطيور كسلاح ناقل للفيروسات الممرضة، يدفعنا للاعتقاد بقوة أن معظم الأمراض الأخيرة التي أصابت البشرية كفيروس كورونا، هي من صنع المختبرات البيولوجية الأمريكية بهدف استخدامها كأسلحة ضد خصومها من الدول والشعوب لتدمير اقتصاداتها وجني الأرباح الطائلة وحتى تدمير شعوب بأكملها.
من ينجو من حروب واشنطن العسكرية، تستهدفه بأدواتها الإرهابية أو عبر الحصار الاقتصادي، ومن ينجو من كل ذلك، كانت له الفيروسات الأمريكية القاتلة بالمرصاد، لهذا فإن العالم اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى بالوقوف معاً في وجه التوحش الأمريكي الذي تعاني منه العديد من دول العالم .. فالمفترس الأمريكي الذي يشغّل وحش الإرهاب الدولي في سورية والعراق وفي أوكرانيا وأفغانستان يريد أن يقتل السوريين بالإرهاب، والروس بالنازيين الأوكران، وأن يضرب الصينيين بسكان تايوان، ويريد أن تبقى مصانع السلاح تنتج وتبيع والمختبرات البيولوجية تعمل وتفتك بالشعوب.
ما يجري في أوكرانيا وفي سورية اليوم هو حرب الإنسان ضد التوحش الذي يجسده الأمريكي بسياساته وممارساته وإرهابه وحصاره، حرب لتخليص البشرية من سياسة التوحش الغربية التي لا تعترف بحقوق الدول والشعوب الأخرى في الحياة والحرية والسيادة والاستقلال، لذلك على العالم أن يوحد صفوفه للوقوف مع روسيا في تصديها للتوحش الأمريكي.
لقد أثبتت الأيام أن الأمم المتحدة أعجز من أن تقف في وجه الهيمنة الأمريكية وأن القانون الدولي مجرد كتاب لا تعترف به واشنطن، وأنه ما من سبيل سوى القوة لوقف التوحش الأمريكي ولجمه.