دمشق-سانا
“موت موظف” قصة قصيرة من الأدب الروسي لأنطون تشيخوف عبر فيها بطريقة بسيطة عما يصنعه الخوف بالإنسان استعان بها المخرج لؤي شانا في الثلث الأول من مسرحيته التي عرضت على خشبة مسرح الحمرا بدمشق أما باقي العرض فهو تداعيات لا علاقة لها بالقصة واضعاً بصمته الخاصة ليحولها إلى عمل يحمل في طياته قصصاً اجتماعية مستوحاة من الحياة اليومية.
واستحوذ العرض على مدار ساعة ونصف على انتباه الجمهور بأداء خفيف الظل لواقع الحياة بكوميديا رشيقة حيث تحكي المسرحية قصة موظف بسيط عطس على رقبة مسؤول بالخطأ فتسببت هذه العطسة بحالة من الفزع بقلب هذا الموظف ليحاول الاعتذار بشدة ضمن أحداث كوميدية درامية.
العمل الذي أسدل عليه الستار مساء اليوم كانت فيه البطولة جماعية ولكل ممثل دوره وبصمته فظهر الانسجام بين الأبطال على مستوى عال إلى جانب الممثلين الشباب الذين حظي البعض منهم بالوقوف على المسرح لأول مرة فأظهروا مهنية أقنعت الجمهور بشغفهم في المسرح لا سيما من خلال اللوحات الغنائية الراقصة حيث برز فيها صوتان شابان هما الفنانان صلاح طوبجي ومصطفى خطيب.
الفنان باسل حيدر خطف الأنظار بأداء مسرحي عالي الدقة ورسم بأدواته شخصيات غير مكررة وهو المنقطع عن المسرح منذ عام 2018 إلا أنه يعود إليه لأنه يشعر بأنه فسحته للتحليق.
حيدر أوضح في تصريح لمراسلة سانا أن الممثلين والفنيين يتعبون خلال فترة التحضيرات والبروفات التي تصل في كثير من الأحيان لمدة ثلاثة أو أربع أشهر بساعات تدريب متواصلة ليستطيعوا تقديم عمل مسرحي ناجح ينقل مشاعر وأحاسيس الممثل مباشرة للحضور لمدة أيام محدودة.
بدوره الفنان ماجد عيسى عرج على دوره في المسرحية حيث قدم ثلاث شخصيات كل منها طابع مختلف وأوضح أن المخرج اعتمد على بناء فني متكامل لجميع الشخصيات الثانوية والأساسية لا سيما أنهم لعبوا أكثر من شخصية بآن واحد لكنها تختلف عن السابقة ليشكلوا معاً كتلة بصرية واحداً برز اغلبها في المشاهد البسيطة والصامتة أثرت بشكل كبيرة في أحداث المسرحية وليس في تحريكها وحسبما يحمل الممثلين مسؤولية مضاعفة تجعلهم يتشبثون بالمسرح أكثر.
الفنان زين العابدين شعبان ظهر بعدة لوحات مترابطة أظهر من خلالها تمكنه من توظيف أدواته في تجسيد أدوار مختلفة ولاسيما فيما يخص اللهجات السورية وطرح نمط مختلف من الأشخاص بواقعية.
ولفت شعبان إلى أن المخرج أعطى فرصا لمواهب شابة جديدة في ظهورها الأول على خشبة المسرح واستطاع ان يعكس انسجامهم داعياً مخرجي المسرح لتبني مسرح الهواة واستثمار طاقاتهم لأن المسرح أبو الفنون.
وفي ظهورها الأول بينت ملاك خطيب أنها خريجة هندسة مدنية ولكنها من هواة المسرح وكان هذا العمل بمثابة ورشة عمل تلقت من خلالها تدريبات مكثفة خاصة بالعرض معربة عن سعادتها بهذه المشاركة وقالت: “الوقوف على خشبة المسرح لها وقع خاص لاسيما أن الجمهور يقرأ تعابير الجسد للممثل ويطلق أحكاماً في مكانها تحملنا مسؤولية أكبر”.
يذكر أن العمل ضم مجموعة من الممثلين هم علي القاسم، باسل حيدر، ماجد عيسى، لميس محمد، نجاة محمد، محمد سالم، أحمد العبود، أليسار صقور، براء سمكري، خالد القصير، زين العابدين شعبان، زينب عيد، صلاح الطوبجي، عماد يوسف، مصطفى خطيب، مرح اسماعيل، ملاك خطيب، نور كباريتي.
أماني فروج
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency