الذي يميز القادة الاستراتيجين بعد النظر والتفكير بالمستقبل ورسم سياسات واتخاذ قرارات استثنائية التوجه شرقاً.. قرار استراتيجي اتخذته سورية حتى قبل الأزمة المركبة والحرب الإرهابية التي فرضت عليها من قبل النظام الأميركي وحلفائه الأوروبيين وبعض أذنابهم في المنطقة و العالم.
بعد النظر السوري أثبته ما يجري في العالم من تطورات دراماتيكية وخاصة مع صعود الحلفاء الروس و محور المقاومة إلى الصف الأول من بوابة النصر السوري على الإرهاب العالمي العابر للقارات، صحيح أن الحرب الإرهابية الأميركية في ظاهرها كانت تستهدف سورية إلا أن أبعاد هذه الحرب ونتائجها كانت أبعد من الحدود السورية و كانت أقرب الى الحدود الروسية و سور الصين.
انتصار سورية وحلفائها الروس والصين وإيران غير المعادلة وانقلب السحر على الساحر، وهذا ما نشاهده اليوم من البوابة الأوكرانية.
روسيا التي فُرضت عليها هذه الحرب من قبل الولايات المتحدة لتقويض أمنها الإقليمي والدولي وتطبيق سياسة الحصار الأميركي المتبع منذ عشرات السنين لتطويع من يعارض أهدافها الخبيثة ولتبقى واشنطن متسيدة القطب الأوحد في العالم نراها اليوم تترنح أمام حصار معاكس فرضه القيصر بذكاء و قوة.
أكثر من عشر دول أوروبية رضخت لشروط القيصر بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل و هناك دول أخرى ستأخذ خطوات مماثلة الأمر الذي سيقوض مملكة الدولار وصعود العملة الروسية والصينية إلى واجهة التعاملات الدولية.
من هنا ندرك أن القرار السوري بالتوجه شرقاً كان مبنياً على قراءة استراتيجية و إدراك بعيد النظر أن سياسة الأمر الواقع والحصار والهيمنة الأميركية لا يمكن أن تدوم في ظل الظلم الذي مارسته السياسة الأميركية بحق شعوب العالم وسرقة مواردها و ثرواتها كوسيلة ضغط لهذه الدول التي رفضت الدوران في فلكها الإرهابي.
الوضع مرشح للتطور أبعد من ذلك مستقبلاً و سنرى دولاً كانت تابعة لأميركا ستحاول التخلص من هذه التبعية والانتقال إلى الضفة الأخرى.
ضفة النظام العالمي الجديد برئاسة روسيا و الصين و حلفائهما، و العاقل هو من يحجز مقعداً في هذا النظام.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency