نواب روس يؤكدون أن تمديد الولايات المتحدة عقوباتها ضد روسيا مؤشر يأس أوباما

موسكو-سانا

أكد أعضاء في مجلس الدوما الروسي أن تمديد الولايات المتحدة عقوباتها ضد روسيا لا يشكل “أمرا مأساويا” معتبرين إياها دليل يأس من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما.

ووصف إيفان ميلنيكوف النائب الأول لرئيس مجلس الدوما الروسي في تصريحات للصحفيين اليوم في موسكو قرار الولايات المتحدة الامريكية تمديد العقوبات الامريكية المفروضة على روسيا بـ”الاستعراض المسرحي المعادي لروسيا”.

وقال ميلنيكوف في تصريحات للصحفيين اليوم في موسكو “إن قرار الولايات المتحدة كان متوقعا وهي الان تستخدم العقوبات كجزء من التمثيل المسرحي المعادي لروسيا لعرضه على الأمريكيين والعالم” موضحا أن قرار تمديد العقوبات هو محاولة لتسخين الأجندات الحالية في أوكرانيا والاحتفاظ بتعقيدها مطولا.

بدوره أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف أن قرار واشنطن تمديد العقوبات ضد روسيا “يظهر تفضيل الإدارة الأمريكية للمواجهة في أوكرانيا على تعزيز العملية السياسية من أجل حل الأزمة في شرق أوكرانيا”.

وتابع بوشكوف أنه “اذا أراد أوباما اظهار أنه مهتم بتعزيز العملية السياسية فى أوكرانيا وليس المواجهة العسكرية لكان بدلا من ذلك على الأقل اتخذ قرارا بتأخير تمديد العقوبات”.

وقال بوشكوف في تصريحات له إن “إدارة أوباما تتظاهر وكأن شيئا لم يحدث.. وكأنه لم يتم التوقيع على اتفاقيات في مينسك بشأن الأزمة في أوكرانيا كما أنه لم يجر وقف لإطلاق النار أي انها تتجه نحو المزيد من تصعيد التوتر ومن الطبيعي أن هذه الحال تضع أمام روسيا مسألة الرد عليها”.

وأشار بوشكوف إلى أن القضية الأوكرانية بالنسبة للولايات المتحدة ليست أكثر من ذريعة وخطوة متوقعة حيث أن الولايات المتحدة تظهر مرة أخرى أنها تسير على طريق الحرب الاقتصادية ضد روسيا وفي طريق إضعاف القيادة الروسية بغض النظر عن الوضع في أوكرانيا لافتا إلى أنه لو لم تكن الأحداث في أوكرانيا لتم استخدام ذريعة أخرى.

وأوضح بوشكوف لو أن القضية كانت مرتبطة بالأحداث في أوكرانيا لكان من المنطقي التوقع من الولايات المتحدة بعد اتفاقات مينسك أن ترسل بعض الإشارات الإيجابية التي من شأنها أن تشير إلى أنها تدعم عملية مينسك وهي على استعداد للحد من شدة المواجهة ولتظهر لموسكو أنها تثمن اتفاقات مينسك وأن موسكو بدلا من ذلك تحصل على تمديد العقوبات لسنة تالية.

وقال بوشكوف إن “العقوبات الامريكية مازالت تشكل للولايات المتحدة متعة سخية ويمكن للامريكيين أن يسمحوا لأنفسهم الاستمتاع بها إلى أجل غير مسمى” مشددا على انه يجب على بلاده ألا تمنحهم هذه المتعة.

ونقلت وكالة تاسالروسية عن ميخائيل يميليانوف النائب الاول لرئيس لجنة السياسة الاقتصادية والتنمية الاستثمارية فى مجلس الدوما الروسى قوله إن “هذه الخطوة تشكل مؤشرا على يأس واحباط لدى الرئيس الأميركي فلم يستطع التفكير بأي طريقة أخرى للتأثير على روسيا”.

وشدد يميليانوف على أن “التوقعات بأن فرض العقوبات سينجح بإجبار روسيا على تغيير سياستها باءت بالفشل”.

وأشار المسؤول الروسي إلى التأثير الضعيف جدا للعقوبات الاميركية والغربية ضد موسكو مضيفا أن “الأثر السلبي الأثقل تكبدته هذه الدول التى فرضت العقوبات وذلك لان شركاتها تعرضت لضرر اكبر بعد فرض موسكو عقوبات معاكسة ما تسبب بخسائر كبيرة على الزراعة الأوروبية واستفاد المنتجون المحليون في روسيا منها”.

كما شدد يميليانوف على أن التدابير التقييدية التى تفرضها أوروبا والولايات المتحدة على موسكو مفيدة للاقتصاد الروسى حيث أن “أوباما منح روسيا وقتا اضافيا من أجل إغلاق الأسواق الروسية أمام السلع الأميركية ومن أجل استيراد البدائل”.

من جهته أعرب نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية فى الدوما ليونيد كلاشنكوف عن اعتقاده بأن العقوبات الامريكية باعتبارها عنصرا من عناصر الضغط السياسى على روسيا لم تحقق أي هدف “غير انه لا ينبغى لأحد أن يتأمل الغاءها”.

ولفت كلاشنكوف إلى أن التداخل في الاقتصاد البينى بين روسيا والولايات المتحدة طفيف أما “الوضع مع أوروبا فمختلف جدا حيث من المرجح أن يرفع الاوروبيون العقوبات التى فرضوها على موسكو خلال هذا العام فى حال سارت الامور على ما يرام وفق اتفاقات مينسك 2 التى وضعت فى شباط الماضى بشأن الازمة فى اوكرانيا”.

بدوره أعلن البرلماني الروسي ليونيد سلوتسكي رئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون رابطة الدول المستقلة والتكامل الأوراسي والمدرج اسمه في القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن هذا القرار الامريكي فصل اخر من مسرحية مناهضة لروسيا واستكمال للهستيريا والنهج المتبع لوضع /اسفين/ بين أوروبا وروسيا لاستئناف الهيمنة الأمريكية على العالم وهذا ما اعتدنا عليه ولن يثير الذعر لدينا.

وقال سلوتسكي إنه “من الواضح أن لغة العقوبات ضد روسيا ترتد بنتائج عكسية ولم ولن ينتج عنها أي أثر على سياسة روسيا الاتحادية”.

من جهتها أكدت سفيتلانا جوروفا نائبة رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أنه لا جدوى من انتظار رفع العقوبات الأمريكية عن روسيا على المدى القريب.

وقالت جوروفا للصحفيين اليوم في موسكو “إن الولايات المتحدة في قرارها بتمديد سلسلة العقوبات ضد روسيا تدلل على إصرارها للمضي قدما في هذا الموضوع وإن تاريخ العلاقات مع هذا البلد يدل على أن فرض العقوبات لايزال بهذه السهولة وعلينا أن نتذكر على الأقل تعديل قانون جاكسون فانيك إلى متى تم الاحتفاظ به حيث جرى التمسك به إلى أن أصبح مفارقة تاريخية”.

وكذلك اكد كونستانتين كوساتشيف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أن تمديد أوباما صلاحية العقوبات هو استمرار للسياسة المعادية لروسيا التي تحاول واشنطن من خلالها أن تحمل روسيا المسوءولية عن الأحداث في أوكرانيا.

وقال كوساتشيف في مدونته على الموقع الرسمي لمجلس الاتحاد الروسي “إن المسؤولين في واشنطن يعلنون رسميا أن روسيا ستكون بشكل دائم المسؤولة عن أي تطورات سلبية في جنوب شرق أوكرانيا وإن الصورة هنا مثالية تقريبا حيث توءكد أن أي فعل مهما كان ومن كان مرتكبه ستكون بلادنا المسؤولة عنه وحتى لو جرى نسيان كل الموضوعات الأخرى فإن موضوع النزاع الأوكراني وحده يمكن أن يظل إلى اللا نهاية تقريبا وإن تمديد هذه العقوبات لسنة أخرى يدخل في هذا السياق”.

بينما أكد فرانس كلينتسيفيتش نائب رئيس كتلة روسيا الموحدة في مجلس الدوما الروسي أن القرار الأمريكي يعبر عن موقف خطر جدا وهو في جوهر الأمر يدفع أطراف النزاع في أوكرانيا نحو مواصلة المواجهات مشيرا إلى أن القرار الأمريكي لا يستند إلى أسس موضوعية ويبدو غير مبرر على الإطلاق في ضوء تلك الجهود المبذولة والتي تبذل الان في إطار تنفيذ قرارات توافقات /رباعية النورماندي/ في مينسك.

الخارجية الروسية: واشنطن تحاول إجهاض عملية السلام في أوكرانيا

من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن واشنطن من خلال تمديد سريان مفعول العقوبات ضد روسيا تحاول “إجهاض” عملية السلام في أوكرانيا.

ونقلت روسيا اليوم عن المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قوله اليوم “كلما ظهر ما يشير إلى تسوية سلمية للأزمة الحادة في أوكرانيا تبدأ واشنطن التي كان لها دور في انقلاب العام الماضي بكييف بزعزعة الوضع”.

وأشار بيان نشر على موقع الخارجية الروسية إلى أن الإدارة الأمريكية تعلن عن تمديد العقوبات وتهدد بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا وكذلك دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين في الوقت الذي يتحقق فيه بالفعل نظام وقف إطلاق النار المتفق عليه في الثاني عشر من شباط في مينسك.

وحذر لوكاشيفيتش “من ان هذه العقوبات تشكل محاولة للقضاء على بوادر الثقة المحدودة بين “دونيتسك ولوغانسك” والسلطات الأوكرانية وتقويض عملية السلام أو إفشالها تماما مشيرا إلى أن ذلك يتعلق أيضا بوعود توريد أسلحة أمريكية إلى أوكرانيا تشجع خطط فريق الحرب في كييف.

وكان أوباما مدد العقوبات التى تفرضها بلاده على روسيا عاما اخر حيث جاء في بيان نشره البيت الابيض ان أوباما مدد حالة الطوارىء فى المرسوم الصادر فى السادس من اذار العام الماضى والذى فرض بموجبه لأول مرة ما يسمى /نظام حالة الطوارىء/ ضد روسيا.

يذكر ان إعلان أوباما أمس تمديد فترة سريان العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا الاتحادية لمدة سنة أخرى بذريعة أن الموقف الروسي من الأحداث الأوكرانية مازال يشكل تهديدا للسياسة الأمريكية الخارجية أثار ردود فعل غاضبة لدى الأوساط الشعبية والرسمية الروسية.

انظر ايضاً

الدوما الروسي: معركتنا ضد النازية الجديدة مستمرة

موسكو-سانا أكد نائب مجلس الدوما الروسي ألكسندر تولماتشيف أن المعركة ضد “النازية العالمية الجديدة” مستمرة