الشريط الإخباري

شهر شباط شهد رحيل العديد من الأدباء والمفكرين العرب والأجانب

دمشق-سانا

رحل عدد من الشعراء والأدباء وكتاب القصة والمسرح في شهر شباط على مستوى سورية والوطن العربي والعالم تاركين فراغا ملحوظا نظرا لأهمية مواهبهم وسعة ثقافاتهم واهتمامهم بقضايا العدالة الانسانية ومن هؤلاء الشخصيات الشاعر السوري الياس الفاضل الذي رحل في التاسع عشر من شباط هذا العام تاركا فراغا في الساحة الأدبية لانه واحد من رواد قصيدة النثر القلائل والذي تميز بالرقة والرومانسية ومحاكاة الطبيعة.

ولد الفاضل في بلدة مرمريتا عام 1933 ونشر قصائده النثرية الأولى في مجلة النقاد والأديب اللبنانيتين وأصدر أول ديوان شعري بعنوان “أوراق جريحة” حيث أحدث جدلاً نقدياً في المشهد الشعري والنقدي تبعا لعوامل الجدة فيه ثم أصدر مجموعات شعرية وكتباً منها “أحزان القمر الأخضر” و “تحت سماء آسيا” و”خطوط على الريح” و “قناديل في العاصفة” و”قصائد يتيمة” ومسرحيته “نادي الرجولة” مسيرة طويلة ختمها الفاضل بكتاب “بقايا اللوح المكسور” الصادر عن جريدة البناء في دمشق.

كما رحل الشاعر الغنائي السوري حسين حمزة في الثامن عشر من شباط عام 2014 وهو من مواليد قرية كفر شمس بمحافظة درعا عام 1940 انطلق بالعمل في التلفزيون السوري منذ عام 1960.

وعرف الشاعر الراحل من خلال صوته في مسلسل حارة القصر الذي كان ضمن مفاصل المسلسل على شكل مقاطع صوتية كما رافق صوته العديد من المسلسلات مثل “فوزية والعريس” وهو من أهم كتاب القصيدة المحكية في سورية وصاحب أغنية تعب المشوار التي غناها الراحل فؤاد غازي.

وفي السادس والعشرين من الشهر ذاته عام 2015 رحل الكاتب المصري سليمان فياض بعد صراع مع المرض حيث قضى حياته بين القراءة والتاليف فبلغت مؤلفاته عشرات الكتب في سير أعلام العرب وعلم اللغة والقواميس وتطوير قواعد اللغة العربية تاركا رحيله اثرا عميقا في نفوس الكتاب والادباء والمهتمين باللغة والنحو لأنه من أهم الكتاب المتنورين الذين أرخوا للثقافة المصرية وأثرى المكتبة العربية بابداعاته في القصة والرواية الى جانب الدراسات اللغوية ومحاولته تقديم الوجه الصحيح للدين في بحوثه واستنتاجاته.

و له العديد من البرامج والتمثيليات الإذاعية والمسلسلات التلفزيونية التي أخرجها أسامة انور عكاشة ومن مؤلفاته في القصة القصيرة “عطشان يا صبايا” و”بعدنا الطوفان” و “أحزان حزيران” وله رواية بعنوان “أصوات” ترجمت الى عدة لغات في العالم ومن كتبه عن الاعلام “ابن النفيس” و”ابن الهيثم” و”ابن سينا” وغيرهم وله في المعاجم معجم الافعال العربية المعاصرة والدليل اللغوي نال العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب من مصر عام 2002 وجائزة سلطان العويس من الإمارات عام 1994.

أما الناقد والأديب الدكتور خليل موسى فرحل في السابع والعشرين من شباط عام 2014 حيث شغل العديد من المناصب الثقافية والادبية وكان عضوا في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب واستاذا في كلية الاداب بجامعة دمشق والمعهد العالي للفنون المسرحية له ما يزيد على خمسة وعشرين عملاً روائياً ونقدياً في الأدب القديم والمعاصر منها “المسرحية في الأدب العربي الحديث” و “بنية القصيدة المعاصرة” و “قراءات في الشعر العربي الحديث والمعاصر” و “ملامح من الرواية المعاصرة في سورية” وله خمس مجموعات شعرية منها “أنثى القصيدة” و “مرايا الروح” إضافة الى معجم معاصر في النقد الادبي.

أما محمد تيمور وهو من أهم كتاب القصة الذي رحل في الرابع والعشرين من الشهر ذاته 1892 فقد نشأ في بيئة ادبية حيث اشتغلت عائلته بالتدريس وتاثر بها كثيرا الا انه اضطر للسفر الى باريس ودراسة القانون وقد جعلته تداعيات الحياة والغربة يميل الى الادب الواقعي خلال القصة والمسرحية وكان ولوعا بالادب الجاهلي فأضاف الى القصة والمسرحية كتابة الشعر.

له العديد من المؤلفات مسرحية “العصفور في القفص والهاوية” و”عبد الستار أفندي” و”العشرة الطيبة” وهي أوبرايت لحنه سيد درويش .

أما الشاعر ألفونس دي لامارتين الذي رحل في الثامن والعشرين من شباط عام 1869 كان ينتمي لطبقة النبلاء الفرنسيين وهي أعلى طبقة في ذلك الزمان.

راح يهتم بالأدب والشعر فنشر أولى مجموعاته الشعرية عام 1820 تحت عنوان “تأملات شعرية” وكان عمره آنذاك واحداً وثلاثين عاما وان اهم ما حققه لامارتين انتشاره الواسع من خلال ديوانه الاول الذي جعل منه مباشرة شاعراً مشهوراً يشار إليه بالبنان.

وبعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ أصدر له مجموعة شعرية ثانية بعنوان “تأملات شعرية جديدة” ثم نشر بعدئذ عدة كتب من بينها “موت سقراط” وآخر “أنشودة جحيم للطفل هارولد”.

له العديد من المؤلفات اهمها “رحلة إلى الشرق” “جوسلين” “سقوط ملاك خشوع شعري” كما نشر كتاباً جميلاً عن تاريخ الثورة الفرنسية التي كانت لا تزال حديثة العهد كرس جل وقته للأدب والكتابة وقد عاش السنوات الأخيرة من حياته بشكل تعيس وحزين فقد كان مضطراً للعمل بشكل دؤوب بسبب الظروف التي المت به مؤخرا وألقت به بين أنياب الفقر.

محمد الخضر-شذى حمود