دمشق-سانا
مع بدء شمس الربيع بمداعبة سماء دمشق انطلق الدمشقيون المتعطشون إلى جمال مدينتهم وسيران يوم الجمعة إلى الحدائق العامة يمارسون طقوسهم المحببة في عشق مدينتهم والتمتع بتفاصيلها الجميلة من روعة الطقس المعتدل وجمال الطبيعة ومياه بردى والنوافير التي تضفي المزيد من السحر على مشوارهم.
وتقول فاطمة دروبي أم لثلاثة أطفال لنشرة سانا سياحة ومجتمع.. “إن الخروج إلى الحدائق متنفس جيد لعائلتي بعيدا عن الأجواء المغلقة التي يفرضها الشتاء وخاصة أن هذا العام كان باردا جدا لذلك قررت أنا وزوجي الخروج الى الطبيعة مصطحبين أطفالنا لنستمتع بأشعة الشمس اللطيفة والجو المعتدل”.
وتتابع فاطمة أن الأمر لم يلزمهم أي تحضير مسبق فبمجرد استيقاظهم يوم الجمعة والشمس تطل بقوة جهزت لوازم السيران وأجرت بعض الاتصالات مع أهلها لتخبرهم عن المشروع ويشاركوهم في نهار يقضونه معا في أحد الأماكن الخضراء المشرفة على دمشق.
بدوره يرى مصطفى محمد أن الربيع يجدد خلايا الإنسان وينشطه والخروج يوم الجمعة إلى الطبيعة يحسن المزاج ويعيد الحيوية إلى الكبير قبل الصغير ويدفعه إلى العمل بجد.
ويتابع محمد 60 عاما أن السيران بالنسبة لأهل دمشق والمقترن بعودة الربيع هو تقليد متوارث اكتسبوه من أجدادهم وحافظوا عليه ورغم وجود مراكز التسوق الجديدة والمطاعم الكبيرة إلا أن للطبيعة وقعا خاصا في نفوسهم فهم لايستطيعون أن يقاوموا متعة الجلوس تحت فيء أشجار مدينتهم وبالقرب من نهر بردى أو أحد فروعه أو حتى النوافير الجميلة.
وتشاركه بشرى الرأي وخاصة أن الأطفال بذهابهم إلى الطبيعة يكتسبون أشياء مفيدة فبالإضافة إلى الاستمتاع فهم يتعلمون كيفية التعامل مع الشجر والورد فيلعبون ويمرحون دون أن ينالوا من جمال الطبيعة .
وللطلاب رأي أيضا فسومر طالب الثالث الثانوي قرر الذهاب مع عائلته إلى السيران مصطحبا معه كتابه وهو يجلس تحت فيء إحدى الأشجار يدرس بجد ريثما يتم تجهيز طعام الغداء.
وللأطفال مع الطبيعة حكاية كبيرة فالمشهد ينطق وحده ضحكاتهم التي تزين المكان ونبض قلوبهم الذي يمتزج مع الشجر وصوت العصافير واشعة الشمس وهم يركضون بلا ملل أو كلل ليستفيدوا من كل ثانية من وقت السيران على حد تعبير الطفلة روعة.
وتقول قريبتها أماني أن فرحتهم لا توصف بلقاء بعضهم واللعب معا مشيرة إلى أنها اشتاقت إلى السيران والتمتع باللعب خارج البيت والأماكن المغلقة مع أنها تحب المطر الذي يجلب لنا الخير.
ومع يقين الناس بأن الأيام المقبلة ربما قد تحمل اليهم المزيد من خيرات السماء والبرد وخاصة أن الشتاء لم يدق جرس الرحيل إلا أنهم يستفيدون من كل يوم مشمس ليعودوا إلى عاداتهم التي لطالما أحبوها وتمتعوا بها.
مي عثمان