حمص-سانا
قدم المهندس ملاتيوس جغنون رئيس جمعية العاديات التاريخية الأثرية في محاضرة له في المركز الثقافي بحمص بعنوان “هل نحن متقدمون على أسلافنا في كل شيء” مجموعة دلائل علمية وتاريخية على تفوق الأقدمين في فن العمارة والانشاءات واستخدامهم تقنيات عجز العلم والتكنولوجيا عن ابتكارها اليوم.
وأوضح جغنون الباحث في التاريخ والآثار أن أسلافنا سبقونا في كثير من الوجوه والمجالات الهندسية حيث عرفوا مادة “البيتون” أو الخرسانة قبلنا بأكثر من الفي عام على أقل تقدير وهو ما دلت عليه كثير من الدراسات الهندسية.
وتناول المحاضر أمثلة من امتلاك المصريين القدامى للكثير من المعارف المادية والانشائية والمعمارية ومعارفهم الفلكية المذهلة فضلاً عن علومهم الكثيرة والغامضة لافتاً الى ان عملية بناء الأهرامات ما زال علماء الاثار يضعون تصوراتهم وافتراضاتهم حول طريقة تنفيذها ما دفع علماء الرياضيات امثال فيثاغورس وتالس وهيرودوتس وغيرهم الى قصد مصر لينهلوا من معينها قبل الميلاد بستة قرون على الاقل.
وأضاف جغنون ان المهندسين المدنيين يظنون ان مادة البيتون من ابتكارات القرنين الأخيرين التاسع عشر والعشرين للميلاد حيث تم تصنيعها عام 1875 بينما أسلافنا طوروها منذ الفي عام حيث كانوا يخلطونها مع الماء وتصب سائلة في قوالب او من دونها ثم تتصلب بعد فترة لتصبح مادة مقاومة للضغط وللعوامل الكيمياوية وقابلة للتصلب ضمن المياه بما فيها مياه البحر المالحة وهو ما يوثق اثرياً من خلال مدينة قيصرية البحر وهي مرفأ داثر اليوم يقع بالقرب من مدينة حيفا بفلسطين.
ولفت المحاضر الى ان اللغز المحير الذي مازال يشغل فكر علماء العصر الحالي هوكيفية صب القوالب التي نراها في اثار معبد البانثيون الاثري في قلب روما وسور حصن سليمان القريب من مدينة صافيتا السورية حيث يدهش المرء بضخامة الاحجار المقطوعة التي بني منها السور في القرن الثاني الميلادي مايبعث على التساؤل كيف استطاعت البواخر حمل مثل هذه الاحجار وباية وسائط تم قطعها ونقلها وتثبيتها وهو ما عجز عنه المهندسون في القرن الواحد والعشرين.
وأعطى جغنون مثالاً اخر عن طريقة تصنيع الاعمدة الضخمة مستديرة المقطع وتيجانها وقواعدها التي نراها في معبد بعل شمين بتدمر والتي مازالت لغزاً محيراً حيث كانت تقطع أحجار الأعمدة من المقالع قبل تصنيعها تمهيداً لاعطائها شكل العمود ثم تنقل بعربات ضخمة تجرها الخيول الى حيث توجد ورشة التصنيع او النحت لتعطى شكلها النهائي بدقة فائقة تحاكي دقة المخرطة التي تعجز عن صناعتها اليوم ما يدعونا للتساؤل عن التقنية التي استخدموها ليضعوا تيجان هذه الاعمدة وسواكفها وافاريزها رغم عدم امتلاكهم للتقنيات الميكانيكية والكهربائية التي نمتلكها اليوم.
حنان سويد وسمير طحان