حدود العماء الوجودي- بقلم: ديب علي حسن

عندما وصلت الإمبراطورية الأميركية إلى عمر ٥٠١ سنة أصدر المفكر والسياسي الأميركي نعوم تشومسكي كتاباً عنونه ب: سنة ٥٠١ والغزو مازال مستمراً ..

يسرد فيه بالوقائع ما فعلته ومازالت واشنطن بالعالم من خراب وتدمير بألوان شتى حروب واحتلال وغير ذلك،
وخروجها إلى ما بعد الأطلسي ليكون العالم كله تحت مرمى أطماعها، وفي هذا الصدد يروي كتاب العقل الأميركي أن أعضاء من الكونغرس الأميركي كانوا بجلسة نقاش حول حدود امبرطوريتهم فقال أحدهم: من حدود العماء الأول أي تكوين البشرية إلى اليوم وعلينا أن نكمل الحدود الجغرافية لتشمل العالم كله.
فقال زميله : ما أضيقها من حدود ..

على هذه الفلسفة العدوانية تقوم سياسة واشنطن، وعليها ترى أنها شرطي العالم لا يهمها أن تكون الدول ذات سيادة بل أن تضع أصابعها في شؤونها الداخلية أن تحدث أمراً يتيح لها أن تعمل إطفائياً بشكل ظاهري ليتاح لها التدخل والعمل كما تريد.

القضية في أوكرانيا وحيث كانت فتنة أميركا هي نتاج هذا العمه الوجودي الذي يسيطر على عقول الأميركيين ويقود إلى عمه استراتيجي تدفع البشرية ثمنه، إنه التلاقي مع التفكير الصهيوني وهذا ما يظهر من خلال ما يجري أيضاً من تدخل صهيوني في الشأن الأوكراني والعمل بخبث ودهاء.