دمشق-سانا
ما إن تدخل هدى إلى المركز الذي أسسته لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يتدافع الطلاب نحوها فرحين بقدومها فيبادلونها التحية بلغة الإشارة التي تترجم أحاسيس ومشاعر نبيلة تنطقها ملامحهم البريئة قبل أن يتوزعوا في مقاعدهم على نحو منظم إيذاناً ببدء درس جديد.
هذه صورة مشهدية بالغة الصدق للأثر الإيجابي الذي حققته الشابة هدى محمد بإرادتها القوية ومن خلال قصة نجاح تحمل تفاصيل مرهفة ومختلفة عن قصص أقرانها الأصحاء وخاصة أنها أول شابة سورية تحصل على رسالة الماجستير في لغة الإشارة بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف متجاوزة إعاقتها السمعية والنطقية لتكلل نجاحها وتفوقها عبر تدريب فئة الصم والبكم وذويهم وتصميم برامج علاجية وإرشادية ومساعدة أولياء الأمور في تبني أساليب معينة للتعامل مع أبنائهم و التخفيف من المشكلات التي تواجههم.
وفي حديثها لنشرة سانا الشبابية أوضحت هدى بلغتها الخاصة أنها كانت تعاني من الانعزال أثناء فترة دراستها لعدم معرفة زملائها لغة الإشارة فصممت على نشر هذه اللغة لتسعد بها أقرانها مضيفة “كنت أحلم بأن يكون لدي أصدقاء ومعارف أشاركهم أفكاري وكلماتي لكن ذلك كان صعباً”.
بدعم كبير من أسرتها تمكنت الشابة الطموحة من التفوق بل وتجاوزته إلى مساعدة أقرانها بتعلم لغة الإشارة وتعليمها لذويهم ليستطيعوا التعامل مع أبنائهم أيضاً من خلال مركز خاص تديره مع زوجها.
عندما أكون معهم أنسى العالم وكأننا في فضاء آخر.. تقول هدى معبرة عن مدى سعادتها بما تقوم به من تدريس لهذه الفئة آملة أن يحظى أفرادها بفرص متكافئة مع أقرانهم الأصحاء.
أما صالح الزوج الطموح فهو أب لطفلتين أصحاء قال “وقفت وساقف دائماً إلى جانب هدى في طموحها وإصرارها على نشر هذه اللغة بين أقراننا وذويهم لما في ذلك من فائدة بتفعيل تواصلهم ودمجهم في المجتمع”.
واختتم بالقول: “إنهم يسمعون بأعينهم ويعبرون بأناملهم وقد نجحوا في فك شفرات العالم المحيط بهم رغم صمتهم ويحاولون جاهدين الالتحاق بركب الناطقين ومنافستهم في التواصل والتعلم”.
لمياء الرداوي
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency