الشريط الإخباري

العاطفة تسمو بمجموعة الشاعرة ديمة الجباعي”حين أنا”

دمشق-سانا

احتوت المجموعة الشعرية للشاعرة ديمة حمد الجباعي “حين أنا” قصائد تميزت بالعاطفة والصورة الشعرية والالتزام بالمعادل الموضوعي للنص الشعري ما يشير إلى وجود موهبة دفعت صاحبتها لكتابة الشعر الملتزم بأسس ومقومات الأدب الحقيقي.

وتحول الجباعي خلجاتها النفسية والشعورية إلى دلالات تمكنت من كتابتها عبر تشكيل فني يحمل في معانيه هموما خلفها الألم فأصبحت حلما لا يمكن أن يدرك أبعاده إلا الشعراء كتبت في قصيدتها “أسطورة الملح” :

ونفضت عن كتفي أخر نجمة
ليخف وزن الحلم .. إن طال الرحيل.
روحي تؤرقني .. وثقل غيابه .. ما زال ينحت في دمي .. صنما خرافي الحنين.

وفي مجموعة حين أنا تتجلى النزعة الإنسانية في نصوص الشاعرة وتتوحد العاطفة والهواجس والحنين فتصبح شعرا يلتزم الإنسان وأشجانه كما تظهر حروف الروي ملائمة للموسيقا التي التزمت بأنفاس الشاعرة المتصاعدة مع زفرات الشوق وهي تكلم بنت أخيها لتصل إلى حد مساواتها بابنتها فكانت قوارب البحر المتقارب لتسبح عبره الشاعرة حاضرة ولتأخذها حيث تشاء قالت في قصيدة “لأنك أغلى”:

رسالتها على جدران قلبي .. تصب الحرف عطرا من يديها لتوقظني وفي روحي حنين .. لأشعل شمعتي من وجنتيها أيا غزلي وفيك بدأت عيدي .. فكيف تضيق دنيا أنت فيها.

وفي النصوص تذهب الشاعرة الجباعي إلى طرح روءاها التي كونتها من خبراتها الحياتية مؤكدة أن الضوء أقوى من الظلام وأن الفجر لا بد من طلوعه فعلى الذين ضلوا الطريق أن يعرفوا أن الخير لايمكن لقوة في الدنيا أن تضعفه أو تقف في وجهه تقول في قصيدة “صرح الطحالب”:

والبدر رغم الليل يشرق وجهه .. والفجر يفضح كل ما أخفاه
يا أيها الأقزام كم حذرتكم أن تتركوا العملاق في دنياه

تلتزم الشاعرة في حركة الحدث وتتابع الموضوع بشكل متناغم ومتوازن دون أن تستطرد لمعنى آخر ودون أن تقترب من جوازات أو زحافات أو علل فيشعر المتلقي أنه أمام كلام عفوي قد يكتبه أي مثقف إلا أن واقع الحال يدل على أن هذا الأسلوب سهل ممتنع نظرا لوجود الايحاءات المبتكرة والبسيطة في صياغة التعبير الشعري الذي ينساب مع حرف الروي المكسور بتلقائية عذبة تقول في قصيدة “كأس العقاب”

مساء الصمت يا قلمي وبعد .. مع الأنفاس أهديك اغترابي
لعلى رحيلنا منا إلينا .. يعيد إليك ذاكرة العذاب.

أما نصوص التفعيلة الشعرية فجاءت على شكل صور ملونة عبر خيال جامح وحد بين جمال الكون وألم الانسان وتداعيات القهر بالتزام كامل بتفعيلة المتقارب التي اقتطفتها لترسم عالمها وتبحر في مكوناته حيث جمعت بين تراث الموسيقا وبين حداثة المعنى لتكون من هذا وذاك أغنية الإنسان الحالم المنتظر كما جاء في قصيدة “أمل”:

على متن منفى .. وبين الغروب
ونصف الصدى .. يطوف رمادا
يكابر قهرا .. ليلفظ أخر أوطانه .. روح جمر.

وتسقط الشاعرة في قصيدة غيبوبة المؤثرات الوظيفية التي كونتها خلال عملها كطبيبة لتطلع إلى ألم الوطن دون أن تشعر القارئ بانعطافها من معنى إلى معنى وهي تحاول أن تهدهد من آلام وطنها وجراحه لتوحد بينما تشعر به وبينما تراه حولها من وجع ومن تداعيات بأسلوب حداثوي يميل إلى الرمز والابتعاد عن المباشرة في تأدية المعنى تقول:

هو لم ينم .. غيبوبة .. وتزول إن زال الوسن
هذا انا المسوؤل عن كل الجراح ..

دقق بوجه تغربي .. دقق بلون القهر تحت ملامحي .. تلق الوطن ..هذا أنا.
وتتصدى الشاعرة بكل عنفوان إلى ما تتعرض له سورية من مؤامرات تحاول أن تبدد نسيجها وتفكك شخصيتها الحضارية فاختارت مجزوء البحر الكامل وأطلقت للباء عنانها لتكشف ما يدور تقول في قصيدة “أبكي بك الدنيا”:

كان العشاء وخمرهم دمنا .. نيرانهم كنا لها حطبا
سوريتي أبكي بك الدنيا .. أبكي العراق .. القدس .. والنقبا.

يذكر أن الكتاب من منشورات دار كيوان ويقع في 104 صفحات من القطع الكبير.

محمد الخضر

انظر ايضاً

الخارجية: تعليق الاتحاد الأوروبي للعقوبات المفروضة على القطاعات الرئيسة في حكومة الجمهورية العربية السورية خطوة إيجابية نرحب بها ترحيباً حاراً

دمشق-سانا أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن تعليق الاتحاد الأوروبي للعقوبات المفروضة على القطاعات الرئيسة في …