إشعال النيران.. بقلم: فؤاد الوادي

يترنح المشهد مثقلاً على صفيح ساخن، حيث التصعيد الأميركي والإسرائيلي يتدحرج نحو الهاوية في ظل تجاهل الأبعاد الكارثية لأي مغامرة تكون بمثابة المقامرة التي سوف تأكل الأخضر واليابس وتدفع بالعالم نحو أتون من الجحيم.

ففي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة إشعال النيران، تواصل (إسرائيل) من خلفها النفخ فيها من أجل إحراق المنطقة برمتها تحت ذرائع وحجج وهمية، متجاهلة أنها الكيان الوحيد الذي لم يزل يشكل خطراً على المنطقة والعالم، لأنه قام ولايزال على القتل والاحتلال والإرهاب، ولأنه الوحيد الذي يمتلك أكبر ترسانة نووية في المنطقة، وبدعم من أميركا ودول الغرب الاستعماري التي تنتهج بدورها سياسات الإرهاب والخراب وتدمير المقومات الأساسية للشعوب بسبب أطماعها وطموحاتها بالسيطرة وإلى مالا نهاية على مراكز ومصادر الخيرات والثروات الطبيعية.

بطبيعة الحال، فإن ما يقوم به الأميركي والإسرائيلي، بات يؤكد حالة التخبط والعجز بتداعياتها الكارثية، والتي باتت تدفعهم نحو الهروب إلى الأمام وارتكاب المزيد من الحماقات، وهذه الحالة أضحت عنواناً وطابعاً لكل ممارسات وسياسات أطراف وأدوات منظومة الإرهاب بشكل عام، بدءاً من الأميركي والتركي والإسرائيلي، وليس انتهاء بكل المجاميع الإرهابية الموجودة على الأرض لتنفيذ الأوامر.

الوضع لم يعد محكوماً بتطورات اللحظة فحسب، بل بات محكوماً بخيارات وقرارات الضرورة التي ترتبط بحماقات الإدارة الأميركية وإرهاب الكيان الصهيوني الذي يتخذ منحى تصعيدياً وتخريبياً في تجاهل واضح للارتدادات الكارثية لفائض الحماقة والغرور الذي يستعرض به عضلاته السيلكونية، لاسيما وأن التجارب السابقة أثبتت أنه أوهن من بيت العنكبوت وأن محور المقاومة أقوى من كل التصورات والتوقعات.