أسطورة قدموس ومأساته..محاضرة للدكتور شاكر مطلق في ثقافي حمص

حمص-سانا

تناول الأديب والشاعر والمؤرخ الدكتور شاكر مطلق في محاضرة له بعنوان “اسطورة قدموس ومأساته” قصة الاسطورة قدموس ابن الملك اغينور الذي حكم في آسيا وتحديدا في مدينتي صيدا وصور اللبنانيتين مشيرا إلى وجود رواية أخرى لذات الاسطورة بأن قدموس وأخوته الثلاثة وأخته أوروباهم أبناء الملك فوينيكس الذي أرسله برفقتهم للبحث عن اختهم المذكورة التي خطفها كبير آلهة الإغريق زيود لأنه فتن بجمالها وكان متنكرا على شكل ثور جميل أمرهم بعدم العودة من دونها.

وقدم مطلق في محاضرته دراسة أدبية تاريخية موثقة عن قصص أخوة قدموس وهم فوينيكس أو فينيقيا وكيليكس وإليه تنسب كيليكيا وفينيوس وهو صاحب اسطورة الملاحون على سفينتهم ارغو وهي تتحدث عن مغامرات الأبطال الإغريق القدامى أبطال حروب طروادة بقيادة ياسون.

ولفت المحاضر في المركز الثقافي بحمص إلى أن هذه المأساة وجدت تجسيدا لها في الأدب وفن الرسم والأوبرا والسينما وغيرها والحديث فيها يطول ومفعم بالدلالات والرموز المتعلقة بأمور تاريخية مثل هجرات الشعوب وتغيرات المناخ وأحداث أخرى اسطورية لا تخلو من بعض الجذور الواقعية.

واستعرض مطلق أهم الصور واللوحات التي تتجسد فيها هذه الاسطورة ومنها صورة أوروبا تداعب الثور زيود الوديع قبل خطفها ولوحة زيتية بريشتي زيود يخطف أوروبا الى جزيرة كريت ولوحة فسيفسائية أخرى عن نفس الاسطورة وصورة اريس إله الحرب الجميل الشرس وصورة مشهد قتل قدموس للأفعى التنين وصورة اريس وزوجته أفروديت أواخر القرن الخامس قبل الميلاد.

ويحكي مطلق كيف وصل قدموس إلى بلاد اليونان باحثا عن أخته وزار العديد من مدنها ساردا قصص أولاد قدموس ونهاياتهم المأساوية ليوجز في النهاية حياة رجل شرقي عظيم نقل أبجدية شعبه إلى الغرب الذي ما زال يرد لنا الجميل بالحروب وبالدمار وبالحصار.

وختم مطلق المحاضرة بقصيدته التي عنونها “عودة قدموس” وفيها يدعو صاحب الأبجدية إلى عدم إعطاء الغرب ما استأثر به من أبجدية لم يتملكها غيره لأنهم في النهاية سينكرون الجميل وهو ماتحصده بلادنا اليوم وفيها يقول.. قدموس يا قدموس.. لا تذهب إلى أرض الخديعة والذئاب.. بحثا عن الأخت السبية.. أوروبا العذراء ضاعت.. خلف أمواج عتية.. وهناك تنتظر المصائب.. والصراعات الخفيه.. ما بين آلهة الظلام.. وهناك تآكلت الوحوش.. بدون ذنب أو قضية.. ولسوف يدركك السقام.. لا تعطهم سر الحروف. ونور لوح الأبجدية.. دعهم عراة في البراري كالأفاعي يزحفون.. ويأكلون مع الكلاب.. فلسوف ينسون الجميل.

قدموس.. يارمز الحضارة.. والرقي على العصور.. أهل الجهالة لن يكونوا.. غير نار في ثرانا.. يحفرون لنا القبور.. ويبعثون لنا الوباء.. رمزا لعربون الوباء.. رمزا لعربون الوفاء.. ونور تلك الأبجدية.. وقناعهم رغم الشطارة.. من نفايات الحضارة.. والمجازر شاهدات.. في قواميس الثواب.. إلى أن يقول.. دعهم ولاتحزن عليهم.. عد لأمتك المجيدة.. فهي صخر الأرض يبقى.. صامدا رغم العواصف.. والمآسي والكلاب.. اكتب لنا سفر الحياة.. وأعد بناء الأبجدية.

حنان سويد