دمشق-سانا
تشكل الكنوز البصرية الجمالية الكامنة في البيئات المحلية للفنانين التشكيليين السوريين حيزاً مهما في موضوعات أعمالهم ولا سيما النسيج العمراني القديم والأصيل مدفوعين بهاجس تأكيد الهوية المحلية في منجزهم البصري الجديد.
واستأثرت دمشق القديمة بمدلولاتها وقيمها الإنسانية والحضارية الرفيعة باهتمام عدد كبير من الفنانين التشكيليين على اختلاف اختصاصاتهم ومنهم الفنان التشكيلي القدير ناثر حسني الذي عكف على رسمها وتصويرها وإبراز جمالياتها بأكثر من صيغة وأسلوب لنحو أكثر من 50 عاماً.
الفنان حسني الذي كرمته وزارة الثقافة خلال فعالية أيام الفن التشكيلي السوري بدأ العمل منذ سبعينيات القرن الماضي بترميم البيوت التاريخية في دمشق القديمة التي سكنت وجدانه وسرعان ما أصبحت الموضوع المفضل للوحاته فكرس هذه المدينة ضمن مشروعه الفني إضافة لمدينة حلب حيث وثقهما بلوحات زيتية ومائية ودراسات عن البيوت والحارات والكنائس والجوامع والأوابد الأثرية وفسحات البيوت السماوية.
وللفنان حسني أعمال ذات طابع تاريخي منها المعارك الحربية في تاريخ سورية مثل “فتح دمشق” و”موقعة ميسلون” إضافة إلى لوحات أخرى ذات مواضيع إنسانية متنوعة كلوحة “نساء دمشقيات” ولوحة “رسالة الغفران لأبي العلاء المعري”.
وتتسم لوحات حسني بصيغ فلسفية نجدها في رسوم الأشخاص والجلسات والتعبير الإنساني وبذلك يختصر مفهوم الرومنسية بـ “الخط والظل والنور والحركة والانفعال والإبداع والخيال”.
وتحظى الطبيعة بحصة أثيرة في لوحات حسني التي يصفها بالإلهام الخارق للفنان وتحمل معاني لا تضاهى لكل من النقاء والروعة والمزاجية بين فصل وآخر.
وفي تجربته الفنية حاول حسني أن يحدث نقلة نحو الحداثة فعمل على رسم مواضيع نوعية بألوان دافئة توحي للناظر بأن هذه اللوحة “رومانسية” لكن بأسلوب معاصر اعتمد فيها على وضع لمسات لونية متناغمة ليكون ما يقدمه من أعمال نتاج تأثره بما يختزنه من عواطف وأحاسيس.
ويشدد الفنان حسني على أن على الفنان تطوير تجربته إلى أن يمتلك القدرة لاستخدام مختلف الأساليب عبر الخبرات المتراكمة ومن ثم امتلاك أسلوبية فنية خاصة به.
والفنان ناثر حسني خريج كلية الفنون الجميلة في دمشق سنة 1970خبير في علم المجسمات النحتية واثار دمشق القديمة وأجرى دراسات عليا حول الفن التشكيلي في متحف اللوفر بباريس عام 1977 وحاز خلال حياته على شهادات مختلفة تقديراً لمسيرته الغنية وهو عضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين السوريين.
رشا محفوض
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency