بين التعلم والترفيه… خيارات متنوعة تتيحها شبكات التواصل الاجتماعي للشباب

دمشق-سانا

ساعات طويلة يقضيها الشباب السوري في الفضاء الإلكتروني بعضهم في التصفح وآخرون في الاطلاع العابر إلا أن شريحة ليست بضيقة تمكنت من استثمار الخيارات المتعددة وطيف الفرص الواسع ما يوفره عالم الانترنت على صعد التعلم والتدرب والدراسة والإبحار نحو آفاق معرفية جديدة.

وفي هذا الصدد قال الشاب هيثم المغربي مصور فوتوغراف ومدرب معتمد في الفوتوغراف لسانا الشبابية: تمكن الإنترنت من ردم الفجوة بين بقاع العالم وربما تكون جائحة كورونا عززت هذا الدور على نحو مضاعف فبرزت وسائل التواصل والتطبيقات الخاصة بالاجتماعات ليتوجه العالم برمته إلى هذه الساحة الافتراضية بمعظم نشاطاته ومن هذه النشاطات التعلم الذي طبق تدريبا عن بعد في المدارس والجامعات فانتعشت اسواق بيع الورشات التدريبية ومواقعها عالميا.

وحول تجربته الشخصية اوضح انه بدأ التصوير عام 1995 ولا ينكر أن ما اكتسبه من معارف وخبرات عن طريق الانترنت بعد عام 2000 يفوق بمراحل كل ما تعلمه خلال السنوات الأولى لممارسته التصوير وحسب قوله فقد أصبح الولوج إلى بنوك المعلومات أسهل وكسرت الوفرة المعرفية حالة الاحتكار للصنعة أو المعلومة فبات فن التصوير متاحا للأكثر إبداعا بعد أن كان لعقود بيد من لديه سر المصلحة وباتت منصات التعليم عن بعد والورشات الافتراضية اليوم جزءا مهما من المنظومة التعليمية ولكن لهذا النظام أيضا عقباته إذ برز أيضا راكبو الأمواج الذين يفكرون بالربح فقط فقدموا محتوى لا يرقى.

وتابع: أنشأت مدونة منذ سنوات وكنت أعمل عليها بشكل متقطع إلا أني في الفترة الأخيرة بت أكثر نشاطا وذلك إثر ملاحظتي لنقص المحتوى العربي بالمعلومات الحديثة والصحيحة في مجال التصوير لذا عملت جاهدا على كتابة مقال تعليمي أو اثنين أسبوعيا أقدم فيهما خبراتي وقراءاتي من المواقع المختصة وتراجم لمقالات وكتب متخصصة مجانا كما أحضر لإطلاق مجموعة جديدة على موقع فيس بوك باسم “خطوات نحو الضوء”.

الشاب مجد مزيد اوضح ان هناك العديد من فرص التعلم والتدريب التي تتيحها تلك الشبكات للباحثين سواء عن منحة دراسية أو عمل أو فرصة تطوير للذات مبينا أنه تمكن خلال دراسته للماجستير وعن طريق بحثه في المواقع من الحصول على منحة لمتابعة دراسته الأكاديمية.

ويبقى السؤال الأكثر إلحاحا… هل يمكن لصناع المحتوى توجيه الشباب وإعادة تشكيل وعيهم وأدواتهم المعرفية هذا ما أجاب عنه الشاب أحمد الطبل مسؤول نادي شام الثقافي مؤكدا أن رفع الوعي وملامسة القضايا التي تهم الشباب والاقتراب من أفكارهم اضافة لما يمكن أن يقوم به صانع المحتوى من ردم الفجوة المعرفية بين جيل الشباب والأجيال الأكبر وتوثيق المحتوى من خلال مراجع حقيقية بعيدا عن العلوم الزائفة والمعلومات الخاطئة المتداولة هي جميعها مفاتيح تحدد قدرة أي صانع محتوى على التأثير برواد منصته إيجابيا.

فيما بينت الاختصاصية التربوية علا دبول أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واستحواذها حصة كبيرة من وقت المستخدمين اليومي يتطلب البحث عن طرق لتقصي الآثار قريبة وبعيدة المدى لهذه الوسائل التي باتت مساحة للتعبير عن الذات والتفاعل في العلاقات الاجتماعية من خلال المراسلة والتواصل وتلبية الاهتمامات المختلفة.

وقالت: يجب الابتعاد عن الاستخدام العشوائي لهذه الوسائل ما يفرض مسؤوليات كبيرة على الأسرة بالنسبة لليافعين والأطفال إضافة إلى مسؤولية العاملين في حقول علم النفس والاجتماع والتربويين والباحثين لإعداد الدراسات والاستبيانات الدورية اللازمة تقصيا لأثر هذا الفلك الالكتروني الشاسع على الأفراد.

لميا الرداوي وربى شدود