تناوب ضفتي الأطلسي- بقلم: ديب علي حسن

المتابع للمشهد العالمي ولاسيما ما يجري في أوروبا الشرقية, يقع على معادلة متبدلة متغيرة, لكنها ذات ثابت واحد, هو ابتكار العدو, أو بصيغة أخرى صناعة العدو الذي يجب أن يبقى موجوداً و الصناعة هذه تارة أميركية تقودها واشنطن عبر الضخ الإعلامي الكبير والعمل على التضليل عبر المنابر الأممية حتى تؤتي أكلها وتكون كأنها خرجت باسم العالم الذي تبتكره واشنطن وتسميه كذباً وزوراً العالم الحر.

وتارة أخرى توكل المهمة إلى الدول أوروبا الغربية التي تقبل عن طيب خاطر المهمة وتمضي بها و تتحرش بروسيا عن بعد لكنها ترتجف برداً إذا ما انقطعت امدادات الغاز عنها, فتفر إلى المشغل الأميركي عندما يقبل فصل الشتاء و لعله يقود هو الحملة وتعمل هي رجل إطفاء الحريق.

هذه المداورة بين ضفتي الأطلسي لا تخفى على روسيا أبداً, وتعرف أنها لعبة خطرة للغاية, لكن الحكمة التي تقود السياسة الروسية تضبط الإيقاع دون أن تتركه يفلت من اليد, وحين يجرب أحد طرفي الأطلسي تجاوز الخطوط الحمر يكون الرد قوياً وساحقاً.

لا تنفع بالونات الاختبار الغربية مع الاتحاد الروسي الذي يراقب ويتابع كل شيء عن كثب, فلا محاولات اختراق الأجواء الروسية يمكن لها أن تحقق ولو شيئاً من أحلام شياطين التنفيذ ولا هي برسائل ذات معنى قوي مخيف, والدليل على ذلك أن الأجواء الروسية دائماً مستعدة تراقب, وتطرد غربان ما يسمى (المناورات) أو اختبار الجاهزية, المشهد يدل على أمر يترسخ دائما أن الاستعمار لايبدل جلده, ولا تتغير أهدافه, تتغير الأساليب ولكنها مكشوفة مفضوحة, ألا يقال “يكاد المريب يقول: خذوني”؟.