S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
زرع القائمون على معهد صلحي الوادي للموسيقا منذ تأسيسه عام 1961 أجيالاً متعاقبة من الموسيقيين الذين أصبحوا علامة فارقة في تاريخ الموسيقا المعاصرة كعازفين ومؤلفين أكاديميين وقادة فرق احترافية مثلوا وطنهم في المحافل المحلية والدولية بكل اقتدار.
وبمناسبة ذكرى تأسيس معهد صلحي الوادي نظم المعهد مع مديرية التأهيل الفني دائرة المعاهد والموسيقا والباليه بوزارة الثقافة احتفالية موسيقية منوعة شارك فيها 195 طالباً وطالبة من المعهد بين عازف ومغني كورال وذلك على خشبة مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون.
وشارك في الاحتفالية 4 أوركسترات من طلبة المعهد وهي الكلاسيك بقيادة جورج موسى وتدريب راما البرشة والغيتار بقيادة يزن الجاجة وتدريب نادين تقي الدين والموسيقا الشرقية بقيادة مهدي المهدي والجاز وقادها دلامة شهاب كما اشرف على تدريب الكورال المغني سومر نجار والايقاع أحمد علي.
وفي بداية الاحتفالية عزفت اوركسترا الكلاسيك النشيد العربي السوري ثم عرض فيلم وثائقي استعرض تاريخ المعهد منذ نشأته ودوره في رفد المشهد الموسيقي السوري في أجيال تولت قيادته وتوجيه دفته.
وبينت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أن احتفالية اليوم تحية لمن بنى هذا الصرح واحتضن أجيالاً من الأطفال الذين انتسبوا للمعهد منذ سن السادسة من العمر ودرسوا فيه لمدة ما يقارب 7 سنوات ليلتحقوا بعدها بالمعهد العالي للموسيقا موجهة الشكر لنائب رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتورة نجاح العطار التي كان لها أياد بيضاء على الثقافة السورية ولا سيما توسيع المعاهد لتشمل معظم المحافظات عبر مسيرة جميلة ومنتجة تجاوزت الصعوبات.
وفي كلمة له بين مدير المعهد الموسيقي بريام سويد أن الشجرة التي غرست منذ 60 عاماً جذورها عميقة وتشغل بشموخ ركناً بارزاً في حديقة الثقافة السورية صاغت لوحة المشهد الموسيقي في سورية والوطن العربي والعالم بأسس صحيحة ومعايير أكاديمية كترجمة لعمق فكر مؤسسه الراحل صلحي الوادي.
واستعرض سويد خطوات ومراحل بناء المعهد من استقدام الخبراء وتأسيس الفرق وارسال الطلاب الأوائل فيه للخارج عبر منح وبعثات دراسية لاستكمال علومهم ليشكلوا فيما بعد اللبنة الأساسية للسيمفوني السوري والفرق الاحترافية لافتاً إلى أن عدد طلاب المعهد اليوم يصل إلى 1100 طالباً وطالبة يتعلمون على الآلات الموسيقية كافة.
وحضرت في الاحتفالية مقطوعة للمؤلف النمساوي جوزيف هايدن عراب الموسيقا الكلاسيكية منذ القرن الثامن عشر وعزفتها اوركسترا الكلاسيك التي تضم خمسين طالباً وتأسست منذ ثمانينيات القرن الماضي بهدف تدريب الطلاب على العمل الجماعي وتامين خبرة العزف الأوركسترالي لتساعدهم في حياتهم المستقبلية في العمل في الفرق الاحترافية.
كما تابع جمهور الاحتفالية عزف ثلاث مقطوعات موسيقية بعنوان ديزني ميلدي وستيل لوفينغ يو وهوتيل كاليفورنيا لاوركسترا الغيتار التي تأسست على يد الموسيقي يزن الجاجة عام 2017 ولها العديد من المشاركات المحلية وتتألف من الطلاب المتفوقين على آلة الغيتار في المعهد بمرافقة أساتذة يعزفون مختلف الأنماط.
كما تضمنت الاحتفالية عزف أربع مقطوعات متنوعة من موسيقا الجاز لمؤلفين عرب وأجانب أدتها اوركسترا الجاز التي تأسست نهاية عام 2019 من مجموعة عازفي آلات النفخ النحاسية بمصاحبة الآلات الكهربائية والبيانو والدرامز بهدف نشر موسيقا الجاز والعزف خارج قوالب الموسيقا التقليدية لتعبر عن أفكار الشباب المتجددة.
حصة الموسيقا الشرقية في الاحتفالية قدمتها اوركسترا وكورال الموسيقا العربية من خلال أعمال موشح نم دمعي لأبي خليل القباني ونقيلي أحلى زهرة لزكي ناصيف وموطني لمحمد فليفل ليدعو المهدي المايسترو عدنان فتح الله ليقود الأوركسترا في عزف مقطوعة قضية عم أحمد لعمر خيرت مستعيدا بذلك قيادته لها في حفل تأسيسها على مسرح مكتبة الأسد الوطنية 2008.
وفي ختام الأمسية كرمت وزيرة الثقافة لبانة مشوح عدداً من الأساتذة الذين كانت لهم بصمات واضحة في مسيرة عمل المعهد وهم الراحل صلحي الوادي مؤسس المعهد ومديره لما يقارب 40 عاما ووسينثيا الوادي من أوائل مدرسي آلة البيانو في المعهد وخضر جنيد والهام أبو السعود من أوائل مدرسي مادة الصولفيج ورياض سكر من أوائل طلبة الكمان ونادية صايغ مدرسة مادة الصولفيج لما يزيد على 30 عاماً.
كما تم تكريم سفيتلانا الشطا وفيكتوريا صنوبر مدرستا آلة البيانو لما يزيد على 27 عاماً وعماد السمان مدرس ومؤسس صف الكونترباص منذ عام 1994 ووسيم غريواتي مدرس ورئيس قسم آلة الغيتار لما يزيد على 30 عاماً والراحل مازن صالح من قسم الغيتار وعبير الجابي المسؤولة الإدارية في المعهد.
رشا محفوض
