محطة بحوث شطحة لتربية الجاموس.. حماية القطعان من الانقراض

 حماة-سانا

تعمل محطة بحوث شطحة لتربية الجاموس في منطقة الغاب بريف حماة الغربي على حماية قطعان الجاموس السوري من الانقراض والحفاظ عليها وتطوير تربيتها واستنباط سلالات محسنة متخصصة بإنتاج الحليب.

وأوضح مدير المحطة المهندس نادر درباس لـ سانا أن المحطة التي تأسست عام 1996 ومساحتها 500 دونم تعمل على استنباط سلالات جاموس محسنة وتحديد المقننات العلفية الغذائية له بحسب فئاته العمرية والتشجيع على نشر تربيته بمنطقة الغاب ودراسة سلوكه.

وقال درباس “إن المحطة بشكل خاص ومنطقة الغاب بشكل عام تتميز بكثرة المستنقعات الملائمة لتربية الجاموس” مضيفا إن تربيته اليوم تتركز في قرى شطحة وناعور جورين وناعور شطحة والرصيف.

وأشار إلى أنه عند تأسيس نواة القطيع للمحطة كان عدد رؤوس الجاموس 25 رأسا وحاليا يفوق عددها الـ 210 رؤوس معتبرا أن تطوير تربية الجاموس تستدعي استيراد سلالات متخصصة بالحليب مثل “المورا” التي يمكن أن تعطي 2800 كغ من الحليب شهريا مع الحفاظ على الجاموس المحلي وحمايته.

كما بين أن متوسط إنتاج القطيع الحلوب قبل انشاء المحطة كان بحدود 650 كغ للرأس الحلوب الواحد شهريا وأصبح بعد إنشاء المحطة واستنباط سلالات محسنة عالية الإنتاجية 1150 كغ بينما القطعان لدى المربين تعطي من 500 إلى 600 كغ ما حدا بالمحطة إلى دعوة المربين للتوجه إليها واختيار الرؤوس المحسنة لافتا إلى أن أعداد قطعان الجاموس منذ 10 سنوات كانت تتجاوز 1500 رأس بمنطقة الغاب في حين تقلصت حاليا إلى نحو 700 رأس جراء الظروف التي فرضتها الحرب الإرهابية.

وعن صعوبات العمل لفت الدباس إلى أن أبرزها قلة مساحات المراعي وتكاليف التغذية العالية فضلا عن أن تربية الجاموس غير مجدية اقتصاديا في حال لم تتوافر الإمكانات اللازمة للنهوض بهذه الثروة الحيوانية مؤكدا أهمية تقديم الدعم الكافي للمربين.

بدوره أشار أحد أكبر مربي الجاموس في الغاب صقر سلوم إلى أن تربية الجاموس تراجعت في السنوات الاخيرة متأثرة بظروف الحرب ولأسباب عدة أهمها ارتفاع سعر العلف وعدم توافر اسواق لتصريف لحومها وحليبها وغياب الدعم البيطري للقطعان باستثناء لقاح الحمى القلاعية الذي يجري تزويد المربين به كل ستة أشهر مبينا أن هذه المشكلات تسبب عبئا ثقيلا على المربين الذين يأملون تزويدهم بنواة قطيع مستورد ذي سلالة أفضل يمكن الاعتماد عليها في تحقيق إنتاج أعلى بظل وجود بيئة مناسبة لتربية الجاموس لحمايته من الإنقراض.

وقال صدوح بناوي مراقب بيطري في المحطة “إن قطيع الجاموس مقاوم أكثر للأمراض من الأبقار وكدائرة صحية بالمحطة نعطي اللقاحات الدورية للقطيع وتشمل الجدري والحمى القلاعية والباستريلا مع مراقبة الحالة الصحية له ومعالجة الحالات العرضية كالتهاب الضرع وحالات التسمم” معتبرا التعامل مع الجاموس أصعب من التعامل مع الأبقار بسبب شراسته ما يتطلب من البيطريين الحذر حفاظا على سلامتهم.

وبينت رئيسة شعبة التغذية بالمحطة المهندسة سهام ونوس أن هناك مجموعة فروقات بين حليب الجاموس وحليب الأبقار فالأول يمتاز بلونه الأبيض الناصع مقارنة بحليب البقر الذي يميل إلى اللون الأصفر وزبدة وقشطة الجاموس لونها أبيض ناصع مقارنة مع نظيرتها زبدة البقر لعدم وجود صبغية الكاروتين وكقيمة غذائية تزيد قيمة الدسم بحليب الجاموس بضعفين إلى ثلاثة أضعاف قياسا مع حليب الأبقار.

مجد سلوم عامل في المحطة أكد أن تربية الجاموس تتطلب دراية والتعامل معه برفق خاصة أثناء عمليات نقله وتحميله وأوقات الحلابة التي تتطلب في بعض الأحيان إعطائه ابرا مهدئة مع إحضار صغير أنثى الجاموس أثناء حلابتها ليدر حليبها أكثر.

 عبد الله الشيخ وإيفانا ديوب