حمص-سانا
52 لوحة جسد خلالها شباب ويافعون هواة الاغتراب بكل قسوته ومعانيه وأبعاده ضمن معرض دعت إليه جمعية رابطة أصدقاء المغتربين بحمص في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين بالمدينة.
وعكست اللوحات مختلف المدارس الفنية منها الواقعية والتكعيبية إلا أن معظمها انتهج الأسلوب الرمزي لما لموضوع الاغتراب من أثر عميق في الأرواح والأجساد حيث لم ينس كل مشارك أن يترك تحت لوحته عبارة مكتوبة يختزل فيها وجع الغربة بكل معانيها وآثارها.
وفي لوحة الشابة سنا الحسامي روت اختناق الإنسان من الغربة ودموعه التي تحاول إنقاذ ما تبقى من روحه بينما وجوه تترقب الزمن وأخرى تترقب عودة الغائب الحاضر.
لحظة الوداع رسمتها سلام طليمات في عناق اشبه بالأبدي وبألوان دافئة أما روبي ديب فعكست لوحتها مرارة الغربة ولسان حالها يقول غربة القلب أشد مرارة من غربة الوطن بينما تلاشت في لوحتها الأخرى معالم الوجوه بسبب الهجر والحنين.
أما الشابة سيرين عبارة المغتربة في أمريكا فعكست لوحاتها الحنين للوطن عبر وجه أنثوي بعيون دامعة يغلفه السواد بينما اختزلت لوحتها الثانية صورة البيت والحديقة التي هجرها الأحبة منذ زمن كما جسدت الشابة جوليانا عطالله نظرة المغترب الحزينة والانقسام بالمشاعر في لوحتها التي تنتمي للمدرسة التكعيبية ولم يغب الوطن عن ذاكرة المشاركين فقدموا أعمالاً تحفل بالحنين والشوق والانتماء كما في لوحة /لين عاد/ 14 عاماً وأيضا عن المسافر الذي ظل جسده وروحه متجذرين بالوطن بينما أثقلت ظهره الغربة حتى الانحناء كما في لوحة الشابة انجي ابراهيم.
المهندس بشار خزام رئيس مجلس إدارة جمعية رابطة أصدقاء المغتربين بحمص أشار في تصريح لنشرة سانا الثقافية إلى أن المعرض يتزامن مع الذكرى السنوية لرحيل الفنان التشكيلي بسام جبيلي عضو اتحاد الفنانين التشكيليين ورئيس الرابطة سابقاً ودعماً للهواة الشباب أبناء سورية في الوطن والمهجر وتشجيعهم ورعاية الموهوبين والمتميزين منهم.
يشار إلى أن رابطة أصدقاء المغتربين بحمص تأسست عام 1973 وتهدف إلى إنشاء جسور التواصل مع المغتربين السوريين في جميع دول العالم بهدف دوام وتقوية ارتباطهم الأسري والوطني.
تمام الحسن