العين العوراء الأميركيّة- بقلم: بشار محمد

تحاول واشنطن لفت أنظار العالم إلى مزاعم حول زيادة طهران لأنشطتها النووية وأنها لا تعير أي اهتمام لمفاوضات فيينا وهو أمر تعمل عليه من خلال بروباغندا منظمة ظنّاً منها أن هذه الضغوط ستؤثر في القرار الوطني للجمهورية الإسلامية في إيران متناسية أن الأخيرة دولة مستقلة لا ترضخ ولا تتخذ القرارات تحت الضغط.

الترويج الإعلامي الذي تقوده واشنطن حول أن خطوات طهران النشطة لمواصلة تطوير برنامجها النووي تثير القلق وتضغط بهذا الترويج باتجاه من يسعى لإنجاز الاتفاق سواء في موسكو أو باريس التي ترى بالاتفاق النووي مع إيران مصالحها السياسية والاقتصادية لكن البروباغندا الأميركية اصطدمت بالجدار الروسي الدبلوماسي القائل في بيانات خارجيتها بأن الزيادة في مستويات تخصيب اليورانيوم التي بدأتها طهران لا تنتهك الالتزامات الأساسية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ، أو الاتفاقية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأن الوثائق ذات الصلة لا تفرض مثل هذه القيود على طهران.

طهران التي خبرت التعامل السياسي مع واشنطن والمجتمع الدولي ككل تعلم سياسة العين العوراء التي تنتهجها الولايات المتحدة فتصوّب في هذا الجانب لتقوم بالعمل على تجديد دعوتها وعلى الملأ بمناسبة الذكرى السنوية لمعاهدة حظر الاختبارات النووية إلى إرغام كيان الاحتلال الصهيوني على الانضمام إلى معاهدة الحظر الشامل للاختبارات النووية وإخضاع منشآته النووية لرقابة دولية دون قيد أو شرط وخاصة أن راعيها الأميركي صاحب العدد الأكبر من الاختبارات النووية بين دول العالم.

إيران ومن منابر عدة دعت من ينصّب نفسه معنياً بالأمر إلى إبقاء موضوع نزع السلاح النووي في مقدمة جدول أعمال النظام الدولي وأن الضمان الوحيد لعدم استخدام مثل هذا السلاح هو نزعه وتفكيكه بالكامل وكأنها تقول: إن كنتم صادقين فتعالوا إلى كلمة سواء ولتفكك كل المنظومات النووية في العالم.. ولكن الأمر لا يخرج عن حدود تنفيذ الأهداف الأميركية والإسرائيلية في نزع أي تكنولوجيا سلمية متطورة من أي دولة لا تحابي تلك الأهداف والمصالح.