الشريط الإخباري
عــاجــل المقاومة الفلسطينية تستهدف دبابة للعدو الصهيوني بعبوة “شواظ” غرب حي تل الهوا جنوب مدينة غزة

تعلم ما دمت حياً… سبعيني يحول شغف الطفولة إلى رفيق تقاعده

اللاذقية-سانا

لم يدرك العم بديع قرحيلي أن شغف الطفولة سيكون رفيق التقاعد يملأ أوقات فراغه وينقل عبره علماً ومعرفة وثقافات جديدة لأجيال المستقبل فهواية تعلم اللغات التي فتحت له أبواباً كثيرة في بداية شبابه منحت شكلاً مختلفا لسنواته السبعين.

وتعود قصة العم قرحيلي لعام 1965 حين كان في الصف السابع وبدأ بتعلم اللغة الألمانية وحصل على الدرجة الكاملة في كل مرحلة من مراحل الدراسة حتى الثالث الثانوي حيث حصل على تقدير جيد جداً أهله للإيفاد الى روسيا الاتحادية عام 1971 وأمضى فيها أربع سنوات تعلم خلالها اللغة الروسية بإتقان.

شغفي الذي تنامى بشكل كبير لقراءة وترجمة الكتب الروسية والألمانية كان طريقي للتعامل مع فترة التقاعد من العمل وما يخلفه من أوقات فراغ كبيرة وشكل لدي دافعاً ذاتياً لتقديم خلاصة تجاربي ونشرها في المجتمع.. بهذه الكلمات اختصر العميد الركن المتقاعد تجربته لـ سانا من منزله في حي البعث في اللاذقية.

ولفت قرحيلي إلى أنه ترجم مجموعة من القصص والحكايات من اللغة الروسية إلى العربية وجمع أكثر من 200 مثل روسي وترجمه إلى اللغة العربية موضحاً في الترجمة جملة من النقاط التي يحتاجها المتعلم لفهم وإدراك المعاني إضافة إلى تعليم الأشخاص الراغبين بالسفر إلى روسيا من خلال التركيز على المحادثة والقواعد.

وبين العم السبعيني أن تمكنه من اللغتين جعل منه مدرساً لهما فبعد أن أدرجت وزارة التربية اللغة الروسية في مناهجها قدم خدماته لمن يرغب بتعلمها بشكل متقن.

وفيما يقلب صفحات الكتب الروسية والألمانية يقول العم السبعيني: كل لسان هو إنسان وتعلم لغة جديدة يعطي مجالاً واسعاً للاطلاع على ثقافة الشعوب وحضاراتها بما يسهم في زيادة الوعي والثقافة لدى الانسان ويؤمن له سرعة الاندماج ويقرب المسافات بين الشعوب مهما تباعدت.

وأضاف العميد المتقاعد أنه ومن الناحية الصحية يعطي تعلم اللغات الانسان قدرات أفضل للوعي والإدراك والتواصل مع الآخرين ويبقي الدماغ والذاكرة في حالة نشاط دائم وبالتالي يساعده على مجابهة الكسل والنسيان وأمراض التقدم في العمر كما يمكنه من الابتعاد عن كل ما هو سلبي ومحبط في فترة التقاعد.

وبالمثل الروسي (تعلم ما دمت حياً) ينهي حديثه لـ سانا مؤكداً أن تعلم لغة ثانية وإتقانها أمر ليس مستحيلاً بوجود العزيمة والاصرار.

عامر ديب