الشريط الإخباري

الزيوليت… مورد طبيعي واعد في سورية يساعد برفع الإنتاجية في ظروف التغير المناخي

دمشق–سانا

مع إعلان المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية أولى خطواتها في استثمار خامات معدن الزيوليت من قبل الكوادر الوطنية تمهيداً لمعالجته ووضعه بالاستخدام المباشر تتجه الأنظار إلى الفرص الاستثمارية التي يولدها هذا المعدن وفوائده الكبيرة على الزراعة في ظل التغيرات المناخية التي تطرأ على كوكب الأرض وقلة الأمطار وتأثيرها السلبي على مقدار وكمية الإنتاج الزراعي في سورية.

وعن هوية هذا المعدن ومصدره أوضح الدكتور رامي كبا عضو الهيئة التدريسية في جامعة الفرات في اتصال مع سانا أن الزيوليت عبارة عن معدن أو فلز بركاني رسوبي النشوء مكون بشكل أساسي من السيليكات الألومينية ذات هيكل بلوري على شكل شبكة ثلاثية الأبعاد ويوجد ضمن الطبقات الجيولوجية للأرض ويعود الفضل للتعرف على هذا المعدن الفريد إلى العالم الجيولوجي السويدي أكسل فريديريك كرونستيد الذي اكتشفه عام 1756 ميلادي لافتاً إلى أن الفلز يعتبر من الموارد الطبيعية الواعدة في سورية والتي يمكن استخدامها في مجالات عدة سواء صناعية أو بيئية أو زراعية.

وقال كبا: “يستخدم الزيوليت الطبيعي كسماد طبيعي في الزراعات المحمية وفي مجال تنظيف وحماية البيئة وتساهم إضافة خام الزيوليت للترب بالتحرير البطيء للبوتاسيوم والأمونيوم إذ يحمل هذا الفلز شحنات سالبة تتوازن بواسطة الكاتيونات الحرة التي تحمل الشحنات الموجبة مثل النتروجين والبوتاسيوم والتي يمكن أن يتخلى عنها بسهولة عند حاجة النبات لها حيث يحتوي هذا الفلز على نطاق مفتوح من خلال شبكة المسام الكبيرة التي توفر له سطحاً واسعاً لالتقاط الكاتيونات وتبادل العناصر الغذائية ما يساعد في غسل الأملاح الذائبة والتخفيف من صلابة تشكل القشرة السطحية من التربة” وأوضح كبا أن الزيوليت “يمتلك  خصائص تبادلية كبيرة وسطحاً نوعياً داخلياً عالياً وبالتالي يلعب دوراً مهماً في تحسين خصائص التربة وبالتالي يوفر بيئة جيدة لنمو النباتات وزيادة إنتاجيتها”.

وأشار كبا إلى اهتمام الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية متمثلة بإدارة الموارد الطبيعية بهذا المعدن وأولته الاهتمام الوافي ضمن خططها البحثية لما له من دور كبير كمحسن للتربة الزراعية سواء للخواص الكيميائية أو الفيزيائية أو المائية ما ينعكس إيجاباً على رفع إنتاجية وحدة المساحة وتقليل التكاليف وبالتالي النهوض بالواقع الزراعي حيث نفذت عدة أبحاث تطبيقية لدراسة نتائج إضافة الزيوليت إلى التربة الزراعية ومنها بحث تم تنفيذه في مركز البحوث العلمية الزراعية بالقامشلي من قبل فريق بحثي متخصص مكون من الباحث الدكتور رامي كبا والمهندسين هلال غايرلي ومحمد خير سعدون يتضمن دراسة تأثير إضافة مستويات مختلفة من الزيوليت الطبيعي في إنتاجية القمح وكمحسن لخصوبة التربة تحت ظروف الزراعة المطرية.

وفيما يخص النتائج التي توصل لها الفريق البحثي بين كبا أنه وخلال ثلاثة أعوام يعمل الزيوليت على تحسين وزيادة في كميات العناصر الغذائية الأساسية للنبات من الأزوت بنسب 23 إلى 45 بالمئة والفوسفور بنسب 80 إلى 96 بالمئة والبوتاسيوم بنسب 16 إلى 28 بالمئة.

وعمل الزيوليت المضاف للتربة كمصدر احتياطي للإمداد بالماء بشكل طويل الأمد وتغطية الفترات الزمنية في فترات الانحباس المطري وبالتالي انعكس ذلك بالمجمل في زيادة إنتاجية القمح مقارنة مع معاملة الشاهد دون إضافة الزيوليت بنسب تراوحت بين 10 و15 بالمئة.

ودعا الدكتور كبا إلى ضرورة التوجه من قبل الجهات الرسمية والمعنية لمساعدة الفلاحين وإرشادهم لإضافة هذا الفلز كمحسن للأراضي الزراعية لكونه سيساعد في رفع الإنتاجية وزيادة قدرة الأراضي على الاحتفاظ بالرطوبة وخصوصاً في ظروف التغير المناخي وبالتالي خفض تكاليف الإنتاج التي تعتبر بوصلة العمل الزراعي.

لؤي حسامو

انظر ايضاً

الجيولوجيا تبدأ باستثمار فلز طبيعي صديق للصحة والبيئة يستخدم في الزراعة والصناعة

دمشق-سانا بدأت المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية أولى خطوات استثمار خامات الزيوليت من قبل الكوادر …