دمشق-سانا
تناولت الندوة التي أقامها فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب وشارك فيها باحثون وأدباء ونقاد رواية “الهروب إلى الزمهرير” للأديب المسرحي سمير عدنان المطرود من جوانب مختلفة جاءت في مواضيع الرواية وبنائها الفني.
الناقد إياد مرشد مدير عام مكتبة الأسد الوطنية لفت الى أن رواية الهروب إلى الزمهرير خرج الكاتب مطرود في كتابتها عن أسلوبه المسرحي ليصل إلى نص روائي مفتوح حيث صور القرية في مراحلها الحياتية المختلفة والمتعددة متناولاً الفقر والتخلف والعادات والتقاليد الصارمة والمغلفة بالحب الواهي وأمام أي تغير وتطور في الحياة قد يصل إلى الانهيار.
وبين مدير عام مكتبة الأسد أن المطرود يسخر تجربته المسرحية عبر تقديم الرواية من خلال مشاهد منفصلة تتكامل مع بعضها لتشكل جسداً سردياً واحداً والرواية اعتمدت زمناً تصاعدياً رغم محاولة الربط ما بين بدايتها وخاتمتها عبر الإرجاع الزمني من خلال شخصية صالح كما قدم نماذج أخرى وشخصيات مختلفة ومتعددة تنوعت بين الإيجابية والسلبية.
أما الأديبة توفيقة خضور فأوضحت أن الرواية تشير إلى انسحاق الحب أمام العادات والتقاليد ومن ثم أمام المال والشهوة إضافة إلى أن البطل الذي ظهر في أول الرواية جاء ليقدم لنا صورة إنسان سلبي مسحوق أمام الظروف.
وقالت خضور إن الرواية تحمل الكثير من سمات الواقعية ولكنها لم تحمل في متنها أو خاتمتها أي أمل حيث انتقد فيها الكاتب ظاهرة اجتماعية سلبية تغلب على حياتنا وهي إعطاء الأولويات لأبناء العائلات في كثير من الحالات.
وعبرت الرواية عن جرأة لاقتحام كثير من التحولات والاضطرابات بشكل مكثف وفني ناجح في حين رأى الناقد أحمد هلال أن الرواية تأتي بوقائعها ومحكياتها وبيانها السردي بوصفها استئنافاً لعمل مسرحي هو آلام قمر القرية في الرواية وينطلق الروائي إلى خصوصية جنس إبداعي آخر من خلال شخصيات في القرية على الرغم من النزوع الكلاسي للرواية التي جاءت لغتها تعتمل بشعرية السرد ولا سيما على مستوى مونولوجات الشخصيات وصالح أنموذجاً والتي تتقاطع فيها الأصوات ومنها صوت المؤلف الضمني أي الروائي المطرود الذي جهر بما يرغب به بطله صالح.
وفي الرواية سلسلة من الوحدات السردة المتصلة والمنفصلة في آن وفقاً لتقطيع الروائي وتعامله مع اللغة بأسلوب فني الندوة التي أدارها الأديب أيمن الحسن حفلت ببعض الرؤى التي تم تقديمها خلال مداخلات الدكتور بهجت عكروش والشاعرة سمر تغلبي والأديب صبحي سعيد والشاعر جمال المصري وآخرين حيث عبرت عن حالات نقدية منهجية.
وختم الندوة مؤلف الرواية الأديب سمير مطرود ليبين المعاني الأساسية التي يريدها في روايته وأن هذه الرواية ستكملها رواية أخرى وأنه استفاد في كتابتها من خبرته الشعرية والمسرحية.
محمد خالد الخضر