دمشق-سانا
جاء نتاج الورشات التي أقامتها جمعية بيت الخط العربي والفنون مبشرة بولادة جيل شغوف بفنون الخط العربي بعد ثلاثة أشهر من العمل ضمن ثلاثة ورشات في خطوط الديواني والرقعة والنسخ بالمركز الثقافي في أبو رمانة.
وتأتي هذه الورشات الثلاث ضمن خطة أطلقتها الجمعية تشمل إقامة فعاليات مماثلة لمختلف الأعمار بالتعاون مع مديرية ثقافة دمشق وعدد من المراكز الثقافية لنشر ثقافة فنون الخط العربي في المجتمع واكتشاف المواهب ودعمها.
وقالت التشكيلية والخطاطة ريم قبطان رئيسة مجلس ادارة الجمعية في تصريح لسانا “شارك في هذه الورشات 15 طالباً وبدأنا معهم من التعريف بأدوات الخط وصولاً إلى كتابة الكلمات والجمل بالقصبة وبالقلم المعدني حتى وصلوا لتقديم أعمال بمستوى جيد”.
وبينت قبطان أن الجمعية تهدف من خلال هذه الورشات إلى تشكيل فريق من الشباب الشغوفين بالخط العربي وفنونه ليسهموا في نشره ضمن محيطهم وتعليم الفئات العمرية الأصغر أساسياته ما يثري تراثنا وهويتنا الثقافية.
بدورها رباب أحمد رئيسة المركز الثقافي في أبو رمانة أوضحت في تصريح مماثل أن الورشات تضمنت عمل يوم واحد كل أسبوع وتمخض عنها أعمال بمستوى جيد وتضمنت آيات من القرآن الكريم وأقوالاً مأثورة وأشعاراً ضمن لوحات بصرية منوهة بمشروع الجمعية في نشر ثقافة الخط العربي لاكتشاف وإعداد خطاطين سوريين جدد.
من جهته فيصل سرور مسؤول الثقافة والسياحة في المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق اعتبر أن هذه الورشات ستنعكس على واقع الثقافة في سورية ولاسيما في مرحلة إعادة البناء بعد الحرب مؤكداً دعم المحافظة لها.
الخطاط عدنان شيخ عثمان أكد أن هذه الورشات سترفد فن الخط السوري بمواهب ستساعد مستقبلاً في نشر فنون الخط العربي في المجتمع فيما أشار الخطاط محمد قاسم أستاذ ورشة خط النسخ إلى أن الورشة كانت مفيدة للطلاب الذين كانوا متفاعلين وشغوفين بالتعلم والاستفادة من المعلومات.
الخطاط أنور حيالي أستاذ خط الرقعة رأى بدوره أن هذه الورشات تكسب المتعلمين مهارات يستطيعون من خلالها أن يؤسسوا لعمل خاص بهم ويكون مصدر رزق لهم أو يبقى هواية تكسبهم رؤى فنية وروحية جميلة.
الطفل زيد محسن أصغر المنتسبين لورشة خط النسخ بعمر 11 سنة أوضح أن شغفه وحبه للخط العربي دفعه للمشاركة في الورشة مبيناً أن الأساتذة قدموا للطلاب الكثير من الفائدة والمعرفة من خبراتهم الواسعة.
بدورها نبوغ الغفري خريجة كلية العلوم السياسية من ورشة خط النسخ لفتت إلى أن تعلم فنون الخط لا يمكن الاكتفاء منه فالطالب الشغوف يسعى دوماً للاستزادة من خبرات الأساتذة المخضرمين مشيرة إلى أنها باتت في نهاية الورشة بمستوى جيد لم تكن تتوقعه وهذا سيشجعها لمتابعة طريق التعلم.
واختارت المدرسة أماني شلهوب تعلم خط الرقعة لتمتلك المعرفة والقدرة بهذا الخط لتتمكن بعدها من نقلها لطلابها لأنها محبة لفنون الخط العربي بأنواعه.
أما أسماء جمعة خريجة لغة عربية فوجدت في خط الرقعة حالة تراثية جمالية مهمة وفيها روحانية عالية معتبرة أن من واجب الشباب السوري تعلم فنون الخط وإحياءها وتطويرها.
طالبة كلية الحقوق دعاء باكير من ورشة خط الديواني لمست مدى الاختلاف الذي طرأ على أدائها في الخط العربي مع نهاية الورشة وتمكنها من خط عبارات بمستوى جيد.
وجمعية بيت الخط العربي والفنون تعنى بنشر فنون الخط والزخرفة والمنمنمات بين فئات المجتمع وتطويرها إضافة إلى مختلف الفنون الأخرى وبالشراكة والتنسيق مع مختلف المؤسسات والجهات الثقافية الرسمية والأهلية والأفراد المهتمين بهدف تنمية الذائقة الجمالية ونشر الثقافة في المجتمع السوري.
محمد سمير طحان