الشريط الإخباري

رجل ستيني يصنع قطعاً تراثية بأعواد من الريحان

حمص-سانا

في مشهد تراثي مملوء بالغبطة والدهشة يجلس الرجل الستيني في الردهة المخصصة له للمشاركة في معرض المنتجات التراثية ضمن فعاليات مهرجان القلعة والوادي ليطوع أعواد الريحان بكلتا يديه التي خط فيها الزمن عمراً يغلفه العمل والشقاء في دروب الحياة الريفية التي عاشها وأسرته في بقعة جغرافية خصها الخالق بإبداع المناظر الطبيعية الآسرة في قريته حبنمرة احدى قرى وادي النضارى.

شحادي عنيد أثناء انهماكه بإنجاز إحدى سلال الريحان يقول لمراسلة سانا “أعشق الطبيعة وأصفها بالكريمة والمعطاء ولا ينقصنا نحن البشر غير السعي والعمل الدؤوب لإعادة صياغة ما تجود به من ثمار وأشجار وغابات ونباتات”.

ويحظى نبات الريحان أو الآس بمكانة غالية على قلب عنيد حيث وجد فيه كما الأقدمون رمزاً للخلود والبقاء في طقس اجتماعي اعتادته الأجيال لدى زيارتهم مقابر موتاهم ولكن الوجه الأجمل لعيدان الريحان خلودها بين يدي من يجيد حياكتها لينتج سلالاً وصواني وقففا وصمديات تراثية فيها عبق الماضي وإبداع الأجداد.

ويلفت عنيد الذي ورث عن أجداده مهنة حياكة عيدان نبات الآس منذ زمن بعيد إلى أنه وجد نفسه منذ أربع سنوات يعيد ممارسة المهنة بهدف تجاوز آثار وتبعات الأزمة الاقتصادية التي تمر بقسوة على أهلنا في سورية وفي ملء وقته بعمل يضيف له قيمة معنوية ومادية بعد أن وصل إلى عمر متقدم ووجد وقتا كان يحلم فيه أيام شبابه وعز انشغاله في تربية أبنائه عندما امضى سنوات طوال في مهنة البلاط وتلبيس الحجر حيث يقول إن اليوم وفي ظل الظروف الحالية لا مكان للكسل والتواني ولا بد من ممارسة أي مهنة أو عمل.

يستثمر عنيد وقته في إنجاز قطع من أعواد الريحان التي يستغرق أقلها نحو خمس ساعات وأكثرها عملاً لأسابيع وهو يشعر بكل الرضا وراحة البال داعياً الشباب إلى عدم الاستكانة ومزاولة اي مهنة وممارستها بكل رغبة وحب وأمل بمستقبل أفضل دائماً.

تمام الحسن