الشريط الإخباري

(مئوية شورى 1920-2020) .. كتاب يحتفي برائد المدرسة الانطباعية ومجدد التجريد الزخرفي

دمشق-سانا

علم من أعلام الفن التشكيلي السوري صاحب بصمة فنية في الهوية المحلية من خلال الالتقاط البارع للمناخ اللوني وللخصوصية البيئية فالراحل الكبير نصير شورى وجه ذلك المناخ نحو شكل من التجريد أو الواقعية الاختزالية ليرتبط هذا الأسلوب باسمه وبفضله استمر الاتجاه الانطباعي بالحضور في مرحلة الخمسينيات وما تلاها.

الاحتفاء بنصير شورى وفق الناقد التشكيلي سعد القاسم هو احتفاء بجيله سواء وصفناه بجيل الحداثة أو جيل الرواد الثاني فذلك الجيل الذي اتسم بالعمق المعرفي والحوارات العميقة في تجمعات سمتها الأساسية الثقافة والإبداع وهو من ساهم بصنع هوية الفن التشكيلي السوري الحديث باستلهامه التراث الإبداعي السوري الثري وانفتاحه في الآن ذاته على مفاهيم الفن في عصره فأبدع فناً أصيلاً لا يتقوقع على ذاته ولا يذوب في غيره.

وبمناسبة احتفاء الموسم الثالث لأيام الفن التشكيلي السوري بمرور مئة عام على ولادة الفنان نصير شورى صدر للناقد القاسم كتاب (مئوية شورى 1920-2020) عن الهيئة العامة السورية للكتاب حيث بين خلاله أن الراحل الكبير يعد أحد أهم الأسماء في الحياة التشكيلية السورية وانتهج درب ميشيل كرشة رائد الاتجاه الانطباعي في الفن التشكيلي السوري ليكون بدوره رائداً في أسلوب واتجاه جديد.

وقسم الكتاب إلى قسمين يتحدث الأول عن طفولة شورى وبداياته الفنية ومساهمته في التجمعات الفنية منذ مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي وعن دراسته في مصر ومن ثم افتتاحه لمرسمه الخاص عام 1948 مستقبلاً فيه المواهب الشابة معلماً ومشجعاً وكذلك استضافة الفنانين السوريين والأجانب حيث كان أشبه بمركز ثقافي يلتقي به الفنانون والأدباء والموسيقيون والفلاسفة والشعراء.

كما يتحدث عن مشاركاته في المعارض وخاصة المعرض السنوي الذي نال منه ست جوائز خلال دورات المعرض الثماني التي اعتمد فيها نظام الجوائز ويتناول أيضاً مساهمة نصير شورى في تأسيس المعهد العالي للفنون الجميلة في دمشق عام 1960 الذي أصبح فيما بعد كلية الفنون الجميلة وتحولات تجربته الذاتية التي بقيت محتفظة بروحها الانطباعية وبأصولها وجذورها وتحولاتها ما جعل اسمه مرتبطاً بها وجعله رمزاً سورياً لها.

وتضمن القسم الثاني من الكتاب الذي حمل عنوان (بعيون الكتاب والنقاد والفنانين) نصوصاً عن تجربة شورى منذ أقدمها وهي مقالة صحفية لصدقي اسماعيل نشرت عام 1950 مروراً بكتابات قامات فنية وفكرية من سليم عادل عبد الحق وأدونيس وعفيف بهنسي ونذير نبعة وصلاح الدين محمد ومحمود حماد وإلياس زيات وطارق الشريف وغازي الخالدي وعبد العزيز علون وفاروق يوسف وبطرس المعري والأخير تحدث عن الصداقة الفنية والشخصية التي جمعت بين شورى ومحمود حماد.

وفي الكتاب ملحق للوحات شورى يضم نحو 90 لوحة حسب تسلسلها التاريخي بما يقدم فكرة عن تحولات أسلوبه وكذلك بضع لوحات صوره فيها محمود حماد وميشيل كرشة ولوحة لمحمود حماد تصور مرسم شورى وثانية لعبد العزيز نشواتي تجمع زوجته وزوجة شورى.

كما يتضمن الكتاب الذي يقع في 136 صفحة صوراً تاريخية ووثائقية وهو من إخراج عبد العزيز محمد وإشراف طباعي أنس الحسن.

رشا محفوض