مناورات الناتو.. والحرب- بقلم: منهل إبراهيم

مما يحرص عليه السياسي الغربي المريض بجنون العظمة وصاحب العسكرة المتعددة الجنسيات ظاهرة المناورات وما يطلقه عليها بين الحين والآخر من أسماء وبطاقات للتعريف بعربدته المتواصلة فوق كوكبنا وأراضيه ومحيطاته.. والحقيقة أن استحالة لجم هذا الحلف المريض المسمى (الناتو) يهدد ليس بحرب واحدة بل بحروب متعددة ووشيكة سياسية واقتصادية وعسكرية ويجب إعطاؤه الدواء الناجع أو (البطاقة الصفراء) بغية طرد عربته بعيداً قدر ما أمكن وتجنيب العالم خطر حرب ربما تكون مدمرة لو بعثها الناتو ذميمة من بوابة روسيا.

المناورات الجارية في البحر الأسود والرسائل السياسية والحربية منها وتوقيتها… كلها مؤشرات تدل على أن الوضع بين (الناتو) وروسيا وصل إلى مرحلة خطرة جداً، فهي تضع روسيا أمام معادلتين لا ثالث لهما.

الأولى هي الحرب ويبدو أن هذا الأمر يتوقف على مدى ما سيقوم به (الناتو) في الفترة المقبلة من رفع أو خفض مستوى مناوراته وتهديداته لروسيا وهو سيناريو مفتوح على كل الخيارات والاحتمالات ولا سيما لجهة إمكانية توسيع الحرب والأطراف المشاركة بها فيما لو حدثت وأشعل فتيلها الحلف الأطلسي.

والمعادلة الثانية أن تكون هذه المناورات بمثابة ذروة التصعيد العسكري بحثاً عن أفضل تسوية ممكنة مع روسيا وربما تصعِّب على المرء بأن (الحلف المريض) بجنون العظمة المسمى (الناتو) سيحتكم إلى العقل والمفاوضات والسلام فلسان حاله يقول إن التفرد والغطرسة والأمن الغربي المزعوم بات يتحقق من خارج الحدود .

ومع التأكيد على أن الجميع يعيش في قلق متصاعد بشأن ما يحدث من تصعيد ومناورات لـ (الناتو) في البحر الأسود فإن الأنظار تبقى مشدودة إلى التحرك الروسي حيال ذلك وهل سيولد ذلك شرارة حرب مفتوحة على كل الاحتمالات؟.

بعد قمة جنيف بين الرئيسين الروسي والأميركي توقع كثيرون أن تتراجع ولو بشكل نسبي التوترات بين موسكو و(الناتو) ولكن ذلك لم يحدث.. فالولايات المتحدة والحلف الأطلسي مضوا قدماً بالنشاط العسكري بالقرب من الحدود الروسية.

والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع هو أن كل الأعمال العدوانية والحروب التي حدثت في التاريخ غالباً ما بدأت تحت ستار كلمة المناورات.. في البداية مناورات ومن ثم تبدأ الأعمال الحربية الحقيقية ويمتد الحريق سريعاً.

في ظاهر الأمر ومن تصريحات الأوروبيين نلمح عدم نية إشعال حرب مع روسيا لكن في الخفاء لا أحد يعلم كيف يفكر العقل الغربي الذي تديره أميركا وفق أهوائها ومطامعها فالولايات المتحدة وبريطانيا على وجه الخصوص تصرحان بأشياء وتقومان بأفعال مناقضة لتلك التصريحات.

وطبعاً في سلوكيات واشنطن الغريبة والمريبة ما يدفع للشك ويقرع ألف جرس للإنذار من ارتكابات لها ولـ (الناتو) قد توقد سعير حرب سرعان ما ستخرج عن السيطرة وتهدد الأمن والسلم العالميين وهو ما تسعى موسكو جاهدة لتجنبه وكبح جماح أي مغامرة لـ (الناتو) قد تفرزها مناوراته العسكرية المستدامة.

انظر ايضاً

صفعة غزاوية في الضفة.. بقلم: منهل إبراهيم

لم يكتف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من الصفعة الغزاوية، ولم يكد يستفق بعد من …