موسكو-سانا
رأى عدد من الشخصيات المعارضة المشاركة في اللقاء التشاوري حول الأزمة في سورية في مقابلات مع مراسل سانا في موسكو أن جهود روسيا ومبادرتها تشكل عاملا مساعدا للتوصل الى حل يسهم بتجاوز الأزمة.
وقال المنسق العام لمجلس شيوخ العشائر السورية الدكتور عباس الحبيب إن “المجلس طرح رؤيته المتمثلة بالتأكيد على أن لا بديل عن الحل السلمي للأزمة في سورية وعلى مكافحة الإرهاب بالتوازي مع العملية السياسية وعلى متابعة الحوار وأعلن استنكاره للعدوان الإسرائيلي على الجولان”.
واعتبر أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مشجعة لتكملة اللقاء وأوضح الكثير من النقاط التي كانت غامضة في الاجتماعات الماضية لافتا إلى ان اهتمام لافروف بالأزمة في سورية يشكل عاملا مساعدا قويا في تجاوز هذه الأزمة.
وتابع أن هناك محاولات لتقريب وجهات النظر بين كل أطراف المعارضة مؤكدا أن وفد الحكومة كان متقبلا لكل الطروحات وكل الآراء ما يدل على أننا بدأنا بكسر الجليد بين المواقف المختلفة.
بدوره قال أبجر معلول من المنبر السوري من أجل الديمقراطية المقيم في الولايات المتحدة والمشارك في لقاء موسكو إن روسيا تلعب دورا مهما جدا وفعالا وإيجابيا جدا معتبرا أن الكل يعلم أن الوضع المأساوي في سورية وصل إلى طريق مسدود إذ أنه لا يمكن القضاء على تدفق المجموعات الإرهابية ومن جانب آخر إن المعارضين الذين راهنوا على التدخل العسكري الخارجي لحسم المعركة أخطؤوا وقال ” إن الجميع بات أمام مهمة إنسانية أخلاقية وطنية هي إنقاذ الشعب السوري من هذه المأساة”.
وأضاف إن “كل الذين حضروا إلى هذا اللقاء التشاوري يؤمنون بأمر واحد ألا وهو الحل السياسي وأما التفاصيل فلنتركها لوقت آخر وهذه الطريقة بالتفكير مهمة جدا وتدل على أن هذا اللقاء يعتبر خطوة مهمة في الطريق الصحيح”.
كما لفت إلى أن الوفد الحكومي استمع الى كل مداخلات الحاضرين وأجاب على كل الملاحظات وقدم ما لديه وظهر هناك بعض الاختلاف وقال “لا يجوز القول بأن الأمور هي بمجملها كاملة لكن الوفد أبدى استعداده للحوار في الأمور الرئيسية ومناقشتها” مؤكدا استعداده لحوارات لاحقة.
من جهتها اعتبرت رندة قسيس المشاركة في اللقاء ” أن امتناع شخصيات الإئتلاف عن حضور لقاء موسكو هو أمر خاص بهم لكن كان عليهم أن يشاركوا بكل بساطة لإظهار أن قراراتهم مستقلة” معربة عن تفاؤلها بان يحقق هذا اللقاء شيئا وخصوصا في الملف الإنساني الذي يستدعي اهتمام الجميع لما له من تأثير في تخفيف معاناة الشعب السوري مشيرة إلى أهمية تجزئة الأولويات بتخفيف معاناة الشعب السوري للبدء بعملية السلام ومكافحة الإرهاب.
وأعرب الشيخ قصي الويس شيخ قبيلة الويسات عضو مجلس قيادة العشائر السورية عن تأييد جميع المشاركين في لقاء موسكو للأفكار التي تضمنتها كلمة الوزير سيرغي لافروف في جلسة الأمس من المشاورات.
وأضاف شيخ قبيلة الويسات عضو مجلس قيادة العشائر “إن الجميع متفق على أن الأزمة في سورية هي أزمة مفتعلة خارجيا وان أيادي أجنبية ساهمت بتفشي الإرهاب وهو ما يدفع ثمنه المواطن السوري لذا كان موضوع محاربة الإرهاب أول فقرة يتفق عليها كل الأطراف”.
وأشار إلى ضرورة اتحاد الشعب السوري ضد الإرهاب الذي يدفع أبناء الشعب ثمنه وقال “إذا لم نتكاتف فلن نحصل على شيء وستطول الأزمة لسنين ولا أحد يكترث لمأساتنا ولا تنجروا وراء عبارات وشعارات براقة تطلقها دول داعمة للإرهاب لا يهمها مصير سورية وشعبها وأولها السعودية وقطر وتركيا فالمواطن السوري انكشفت له ولقوى عديدة من المعارضة كل خفايا هذه الأزمة من قتل وتشريد وإذلال في المخيمات بالدول المجاورة”.
واعتبر الدكتور سلمان يوسف العضو المشارك في اللقاء أن “روسيا مرشحة ذاتيا وموضوعيا لأن تكون وسيطا ذا دور إيجابي في دفع العملية السياسية قدما للأمام وهذا ما انعكس على لقاءاتنا ونقاشاتنا إيجابا لأننا وجدنا في موسكو مكانا مناسبا وجديا بعيدا عن أي تدخلات على الإطلاق من الجانب المضيف وهذه مسألة نسجلها للأصدقاء الروس الذين لا يتعدى دورهم الإستضافة فقط”.
وأضاف الدكتور يوسف إننا “كسوريين متفقون على وقف سفك الدم السوري الغالي علينا جميعا”.
وأشار إلى أن النقاط الأساسية التي تم التطرق إليها كانت في أن الكل متفق على أن الحل في سورية هو حل سياسي يحققه السوريون بأنفسهم عبر الحوار ولا سبيل آخر من أجل إخراج السوريين من أزمتهم وبالتالي جرى بحث آليات تحقيق ذلك مستفيدين من بيان جنيف الذي وافق عليه الأصدقاء الروس والأمريكيون مع إضافة نقطة مهمة جدا وهي أن بيان جنيف1 لم يلحظ مكافحة الإرهاب ونحن أكدنا في لقاءاتنا أهمية مكافحة الإرهاب في سورية لأن هذا الإرهاب يكتوي بناره شعبنا العربي السوري من أقصاه إلى أقصاه.
وأضاف يوسف إننا طرحنا ملامح عريضة لحل سياسي سنتشاور فيه مع الوفد لحكومي الرسمي مؤكدا أن هذا اللقاء كان مثمرا بل ربما كان اللقاء الأول المثمر الذي نرجو أن تترتب عليه نتائج لاحقة تنعكس على استمرار الحوار لاحقا.
بدوره قال علاء عرفات أمين حزب الإرادة الشعبية العضو المشارك في لقاء موسكو إنه تم خلال يومين من اللقاء التوصل إلى توافقات كبيرة بين ممثلي المعارضات مشيرا إلى توافق عريض على أن الحل في سورية هو حل سياسي تفاوضي.
ورأى أمين حزب الإرادة الشعبية أن التحضير للكيانين المعروفين بـ الائتلاف المعارض وقبله المجلس الوطني منذ تأسيسهما تم لتنفيذ مهمات محددة أولها استجلاب التدخل الخارجي العسكري في سورية.
واعتبر عرفات أن الإئتلاف الذي تهيأ للقبول بالحل السياسي على الطريقة الأمريكية ضيع فرصة جدية بأن يشارك في لقاء موسكو متمسكا بالعقلية الانفرادية الإقصائية التي ميزته طيلة فترة وجوده.
من جانبه قال أخيقار رشيد عيسى تجمع شباب سورية الأم العضو المشارك في لقاء موسكو ” إن حضور هذا اللقاء كان ضروريا وإذا كنا نشعر بأننا مواطنون سوريون بالدرجة الأولى فينبغي علينا أن نلتقي ونتحاور على مختلف الصعد لأنه دون النقاش والحوار لا يمكن التوصل إلى حل في سورية”.
وأكد أن المشاركة في هذا اللقاء هي واجب على كل مواطن معارض أو موال وكل من امتنع عن الحضور سيفقد المشاركة في رسم الخطوط الأساسية للحل في سورية معربا عن أمله في أن من قاطعه سيراجع ضميره الوطني وحسه الوطني ليلتحق في الغد بما سيؤدي إلى انعكاسات إيجابية جدية على الوضع في سورية المستقبل.