الشريط الإخباري

الغفران.. مجموعة جديدة تنحو إلى الحزن والحنين للشاعرة عذاب رستم

حمص-سانا

أربعة وثلاثون نصاً نثرياً احتضنتها (الغفران) المجموعة الشعرية الثانية للشاعرة المهندسة عذاب رستم هيمنت عليها مشاعر الألم والحزن والفراق والحنين مصورة أوجاع مؤلفتها في لحظة توهج إبداعي.

الديوان الذي يقع في 100 صفحة من القطع المتوسط صادر عن دار عروة للطباعة امتاز بإشراقات جمالية لصور تشغل خيال القارئ وهو النتاج الثاني لرستم بعد مجموعتها الأولى (مذكرات وطن في امرأة) التي صدرت عام 2018.

لفيف من الأدباء والمهتمين حضروا توقيع (الغفران) في قاعة سامي الدروبي بثقافي حمص ومنهم الأديب عيسى اسماعيل الذي أشار في تصريح لـ سانا الثقافية إلى أن مجموعة الغفران تضم عبارات أنيقة ومعان مدهشة تبحث عبرها الشاعرة عن وحدة تجمع بين الثنائيات التي تكمل بعضها وتجعل الحياة أرقى كوحدة الشمس والقمر والذكر والأنثى ووحدة الشاعرة مع الغائب الذي تفتقده وتأمل عودته المستحيلة.

ولفت اسماعيل إلى براعة الشاعرة في تصوير الحالة الراهنة للأنثى الرقيقة الحالمة وسيادة الحب والغفران لتكون الحياة جديرة بأن تعاش وعكست مشاعرها على الأشياء فهي تخاطب القمر كأنه حبيبها الذي غادر بطلاً شهيداً بينما روحه لا تفارقها.

وبرأي اسماعيل فإن قصيدة النثر تزهو على يد الشاعرة بصورها المبتكرة والتكثيف اللغوي لكلمات نابضة بصور باذخة الجمال والمعنى.

ورأى الأديب محمد رستم أن الديوان يكاد يشكل قصيدة واحدة تعوم في ذات البحر عبر صرخات ألم الفراق للشريك عدا قصائد قليلة تناولت الإنسان والوطن ويندرج تحت مسمى السردية التعبيري حيث تغادر الجملة الشعرية لدى الشاعرة الكثافة الشديدة التي تقوم عليها قصيدة الحداثة إلى حالة سرد شعري جميل ملون بالصور الساحرة واللغة السهلة الواضحة.

وبين رستم أن براعة الشاعرة تكمن في غرس اللهفة لدى القارئ وجذبه ليعيش جو القصيدة معطراً بشفافية علاقة حواء وآدمها بروحانية بعيدة عن مادية الجسد.

الشاعرة عذاب رستم أشارت إلى أن نصوصها عكست مشاعر الألم والحزن والفراق الذي عانته في حياتها عقب استشهاد زوجها واستقت مواضيعها من الواقع الذي عاشه السوريون خلال الحرب فجاءت كتاباتها لتترجم حصيلة انفعالات متناقضة من حزن وفرح وغضب ولحظات ضعف.

رشا المحرز