الشريط الإخباري

الأغباني حرفة تراثية تواكب العصر

دمشق-سانا

الأغباني حرفة فنية من أعرق الحرف الدمشقية التراثية التي امتازت بشهرتها وجمال مطرزاتها ولم يزل حرفيوها يحافظون عليها حتى جعلوها حرفة عصرية.

وقال وسيم دبانة أحد حرفيي تطريز الأغباني إن هذه الحرفة تعتبر من أقدم الحرف التي أبدعتها أنامل أجدادنا حيث كانوا يطرزون بإحساس مهني عالي الدقة لتصبح أي قطعة من تلك المطرزات لوحة فنية تشهد على فن الصنعة وتناغم خيوط الحرير مع القماش.2

وأضاف دبانة إن الدمشقيين القدامى كانوا يطرزون المفارش والعمائم ولباس العريس ولفة المولود حديثا البقجة إضافة إلى الستائر ومفارش الطاولات والاسرة والعباءات وغيرها من بقية مطرزات الأغباني التي كانت له أنواع معروفة من الرسومات أشهرها /كف ووردة/الضاما/ اللوزة/ السرطان/ وإن تلك الرسومات تطبع على القماش باستخدام قالب خشبي صغير يمرر على القماش عدة مرات ولكن بعض الحرفيين المهرة كانوا يطرزون مباشرة على القماش دون رسمه لأن أناملهم حفظت الرسومات وأصبحت تطرزها بكل سلاسة وحرفية.

وبين أن السوريين طوروا آلة الأغباني التي كانت في بداية الحرفة آلة يدوية تعمل من خلال ذراع يدوية ثم أضافوا لها السير وبعد عدة أعوام أضافوا لها رأسا كهربائيا حتى أصبحت أخيرا آلة كهربائية.

وأكد أن مطرزات الأغباني خرجت من دمشق إلى العالم بأيدي حرفييها السوريين ولم تزل دمشق تصدر منتجات الاغباني إلى جميع أنحاء العالم مشيرا إلى دور المعارض التي تقام خارجا والتي ساهمت كثيرا في التعريف على الاغباني الذي كان يتصدر في جناح الحرف الشرقية الدمشقية.

ولفت دبانة إلى دور حرفيي الأغباني الذين أضافوا مطرزاتهم الجميلة إلى حمالات الهواتف النقالة وهذه رسالة تدل على مواكبة هذه الحرفة للعصر حيث دخلت مطرزاتها أيضا على الجلديات مثل الحقائب والأحذية والمعاطف الجلدية ما ساعد حرفييها في المحافظة على مهنتهم وخاصة من الذين تشكل الحرفة مصدر رزق أساسيا لهم.

وختم دبانة بالقول إن الأغباني يعد اليوم من قائمة الهدايا التي يحملها السوريون إلى أقربائهم المغتربين الذين يحنون إلى دمشق ويباهون بأي قطعة فيها بصمة شرقية تراثية لأنها تذكرهم برائحة دمشق.

روهلات شيخو