لقاء (شآم والقلم) الثقافي الشهري يبحث في الأزمة الاقتصادية وأثرها على صناعة الكتاب

دمشق-سانا

تحولت طباعة الكتاب ونشره في عصرنا الراهن إلى صناعة تحتاج رؤوس أموال وفرق عمل متخصصة وحملات ترويج وتسويق ما جعلها تتأثر كغيرها من القطاعات الاقتصادية بالأزمات والحروب والحوادث.

الأزمة الاقتصادية وأثرها على صناعة الكتاب محور اختاره لقاء (شآم والقلم) الثقافي الشهري للمناقشة فيه بمشاركة شخصيات تعمل في البحث الاقتصادي وصناعة النشر وإدارة المؤسسات الثقافية والذين تطرقوا عبر مداخلاتهم لواقع النشر بكل مؤثراته ومعانيه ومتطلباته لجعل النشر في المقدمة.

الإعلامية فاتن دعبول التي أدارت الندوة تساءلت عن أهم الأسباب التي أثرت على صناعة النشر الثقافي في سورية خلال السنوات الأخيرة وما لمسته خلال عملها من تراجع ظاهرة اقتناء الكتب.

الباحث الدكتور مصطفى العبد الله الكفري تطرق إلى تأثير الأزمة الاقتصادية التي نجمت عما سمي الربيع العربي على صناعة النشر والكتاب حيث أغلقت العديد من دور ومؤسسات النشر الكبرى في أقطار عربية بسبب تكلفتها التشغيلية العالية.

وتوقف الكفري عند ظواهر أخرى كان لها أثر سلبي كبير منها تزوير الكتب والتسويق والتوزيع وعدم المشاركة بالمعارض وعزوف المثقف عن القراءة وتراجع الاهتمام بالمكتبات العامة والمدرسية والجامعية وفرض رسوم عالية على صناعة النشر وجائحة كورونا مؤكداً في الوقت نفسه أنه رغم كل هذه الظروف فإن “لحظة إعدام الكتاب لن تحصل”.

رئيس اتحاد الناشرين السوريين هيثم حافظ تحدث عن عوامل تؤثر على رواج الكتاب السوري حالياً منها تضاؤل اهتمام الإعلام وضعف التسويق وعدم وجود شركات ترعى توقيع الكتب ونشرها مؤكداً أهمية العمل على صناعة الكاتب النجم الذي يستطيع بكتبه غزو الأسواق المحلية والعربية.

حافظ الذي لم ينف تأثير جائحة كورونا على صناعة الكتاب أكد أن دور النشر في سورية في تزايد ولا تزال صناعة النشر لدينا بخير ولكن تبقى مشكلة القرصنة التي يعاني منها الكتاب حيث يبذل اتحاد الناشرين جهوداً كبيرة مع عدة جهات وأهمها مديرية حماية الملكية الفكرية واتحاد الكتاب العرب وغيرها من المؤسسات المعنية للحد منها.

ومن المؤسسات الثقافية اعتبر حسام خضور مدير مديرية الترجمة في الهيئة العامة السورية للكتاب أن الأزمة ساهمت بإضعاف النشر بأنواعه ولكن رغم ذلك فالكتاب الورقي لا يزال يحتل مرتبة الصدارة لكنه يعاني من غلاء الكتاب واستيراد مواده الأولية وحصر استيرادها بمؤسسة عامة واحدة مشيراً إلى أن بعض دور النشر تشتري الحقوق الحصرية لبعض الكتاب المشاهير ويعتمد دخلها على شراء تلك الحقوق.

رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني أكد أن صناعة الكتاب عمل فكري وتنويري أكثر مما هو مادي ومن الضرورة أن تهتم دور النشر بدور الكتاب الحضاري بمقدار اهتمامها بالربح لأن مصلحة الوطن العامة تقتضي ذلك والثقافة هي في مقدمة متطلبات عملية إعادة البناء والإعمار.

رئيسة المركز الثقافي رباب أحمد تحدثت عن أهمية تفعيل وتنشيط مكتبات المدارس والتشبيك مع وزارة الثقافة والمراكز الثقافية في هذه الغاية انطلاقاً من دور الكتاب المعرفي والتوثيقي وأهميته في إحياء الثقافة المجتمعية والحد من هيمنة العالم الافتراضي على الطلاب والناشئة.

محمد خالد الخضر