دمشق-سانا
يطرح كتاب (الجمال والتسامي-جماليات معرفية في الأدب والفنون) تأليف الفيلسوف الأمريكي باتريك كولم هوغان وترجمة الدكتور باسل المسالمة تجربة المرء الشخصية في الجمال والتسامي والتمييز بين ما نحكم عليه أنه جميل في حد ذاته وما نختبره بأنه جميل.
ويركز الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب على وصف الجمال الشخصي أو التجريبي وشرحه ويستمد مادته من مصدرين أساسيين الأول البحث التجريبي في العلوم المعرفية والعاطفية والثاني من أعمال الفن ويبحث الرؤى المستمدة من علم الجمال الفلسفي ليطرح إجابات عن أسئلة قديمة وطويلة حول الجمال والتسامي.
ويناقش الكتاب أهمية الاستجابة الجمالية والدور الذي يؤديه الجمال الشخصي والتسامي في تعريف الفن ولمعالجة هذه القضايا ثم البحث في أعمال مؤلفين وفنانين مثل دولف ودارتون وشكسبير وآرثر ميلر وبيتهوفن وماتيس وكيران وغيرهم.
الكتاب الذي جاء بـ 510 أوراق من القطع الكبير تضمن 7 فصول أساسية حيث بدأ بفصل افتتاحي يميز الجمال في نظر عامة الناس عن الجمال الشخصي مقدماً لمبادئ الجمال الشاملة المستمدة من تشغيل العقل البشري.
وينتقل الفصل الثاني الذي حمل عنوان (مسلمات جمالية وتنوع الذوق) من الشمولية إلى التنوع مبيناً أن تفسيرنا للجمال يمكن أن يبالغ في التنبؤ أو يقوم على الاختلاف من شخص لآخر.
ويستكشف الفصل الثالث معايير التوجه الفني في تحديد عناصر الجمال عبر عملين للفنان التشكيلي هنري ماتيس وقصيدة للشاعر لوركا والقواسم المشتركة فيما بينها.
ويعود الكتاب في الفصل الرابع الذي حمل عنوان (إعادة النظر في الاستجابة الجمالية ورطات الجمال والتسامي) إلى القضية النظرية العامة ساعياً لشرح مكوناتها على نحو أشمل عبر طرح أسئلة حول ماهية العواطف التي يمكن أن تشارك في الجمال والتسامي وما علاقتهما ببعضهما وما العلاقة بين الجمال الشخصي والجمال في نظر عامة الناس.
ويوسع الفصل الخامس (مشكلتي مع عطيل-المكانة المرموقة والتقويم والاستجابة الجمالية) النظر في العلاقات بين الأحكام على الجمال بنظر عامة الناس والاستجابة الجمالية الفردية كما يبحث الفصل في تأثير سمعة شكسبير على الأفكار الخاصة عن (عطيل) تلك الشخصية الأدبية التي ألفها عملاق المسرح الإنكليزي وعاشت مأساة اختيار الجمال.
أما الفصل السادس (ما الحجة الجمالية) فيعالج موضوع الأخطاء والخصائص في تحديد أسس الجمال على مستوى أكثر تجريداً ويسعى إلى تنظيم مبادئ التقويم التي قد يستشهد بها المرء بعقلانية لصالح استجابة جمالية معينة أو ضدها كما يركز هذا الفصل على أن الغرض من أي حجة جمالية هو إعادة النظر في قيمة ينتج عنها جمالية متغيرة.
ويبدأ الفصل الأخير (الفن والجمال) من الكتاب بالإشارة إلى وجود اختلاف في المعايير التي يمكن للمرء من خلالها تصنيف العمل على أنه فن لتلخص الكلمة الختامية في الكتاب بعض الموضوعات الأساسية وتستمر في جدلها بأن الأعمال المناهضة للجمال تتحدى وصف الجمال والفن.
يذكر أن باتريك كولم هوغان هو أستاذ في قسم اللغة الإنكليزية في البرنامج الخاص بالعلوم المعرفية وبرنامج الأدب المقارن والدراسات الثقافية في جامعة كونيتيكت وألف نحو 17 كتاباً علمياً.
أما الدكتور والباحث باسل المسالمة فهو حاصل على دكتوراه في الشعر الحديث من بريطانيا وله العديد من الكتب المترجمة.
رشا محفوض