ماذا بعد فوز السيد الرئيس بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية.. تتزاحم الأسئلة على شفاه الترقب الدولي وينتظر العالم الخطوة التالية لدمشق والخطوات الإقليمية المقابلة.. وبين الحقيقة والإشاعة السياسية بعودة سورية إلى الجامعة العربية أو عودة العرب إلى صوابهم السوري وقع الكثير والكثير من الدبلوماسيين والصحف في فخ كشف النيات الغربية مجدداً ومدى سطوة واشنطن على الجامعة العربية وكان الساحر الأميركي يخرجها من أكمامه أو حتى جيوبه الخالية.. ثمة من حاول اطلاق صافرات الإنذار لبايدن في معهد واشنطن للدراسات السياسية مطالباً البيت الأبيض بالتكشير عن أنيابه للخليج إذا ما صحت الأقاويل السياسية عن فتح سفارات عربية في دمشق فواشنطن هي الآمر الناهي بمصير بعض الممالك الخليجية بحسب ما تقوله تلك الصحف وما رأيناه خلال العشر سنوات التي مرت.. ومجرد الحيادية وصمت البعض العربي وهو يسمع أصوات السوريين تصدح حول الصندوق الانتخابي الرئاسي في سورية أرعب واشنطن التي لاتدري اليوم ماذا بعد في هذه المنطقة وفي سورية تحديداً التي قال عنها روبرت فورد السفير الأميركي السابق وصاحب (الصيحات التحررية ) مع المسلحين والإرهابيين.. إن إجراء الانتخابات السورية هو فشل للاستراتيجية الأمريكية تجاه سورية والمنطقة..ولا يبدو فورد متشائماً بقدر ما هو واقعي هذه المرة فالمشهد الاستحقاقي في سورية ليس مجرد خطوة دستورية، بل إن نجاح الانتخابات الرئاسية يعني فوز سورية الدولة والمؤسسات وتماسكها حتى تكلل النصر بالتحدي الأكبر في الوقت الذي تحتار به واشنطن وأنقرة أن ماذا بعد يوم علقتا في الشمال السوري ويبدو أنهما سيخرجان بالرجم الشعبي…
فالمقاومة الشعبية.. بدأت بطرد أدوات واشنطن من قسد وباقي المرتزقة ونسمع الأصوات اليوم في منبج كما سمعناها سابقاً في مدن وقرى سورية فاستمرار الحال بالاحتلال الأميركي والتركي بات المحال الدولي خاصة بعد وقوع الشماعات الأميركية في سورية الوحدة تلو الأخرى وهذا المشهد السوري الرائع في الانتخابات الذي أصاب واشنطن بالشلل في لسانها السياسي ..لذلك من الممكن أن يلف الثعبان الأميركي ويعصر أكثر على خناق من يفكر بالعودة الدبلوماسية إلى سورية!!.
أليس التحكم بالقرار العربي نكسة أخرى للعرب، يوم تحل الذكرى .. فيوقظ بنا حزيران آلامنا من جديد.. وحولنا الأشلاء العربية ممزقة.. وما عاد لكثير من العرب معركة يخسرونها.. باتوا اليوم وقودها ورمادها أما طاقة احتراقها فتذهب لشركات ربح الأسلحة الأميركية..
ما من معركة إلا تلك التي تخوضها المقاومة من سورية إلى فلسطين حتى اليمن فأين العرب؟!.
تحل ذكرى النكسة وفي بعض صورها رغم ألمه ما نشتاق إليه وما نستعيده، مقاومين بصور من غزة وصور من سورية، نستعيد الذاكرة يوم كانت المقاومة من القنيطرة حتى سيناء كبرياء العروبة وما تبقى لها في خساراتها.. أما اليوم فالمواقف متأرجحة على امتداد النكسات من المحيط إلى الخليج، ولايزال بعضنا لم يتقن الدرس بأن إسرائيل وأميركا اللتان صنعتا النكسة الأولى تمهدان بعدها للكثير من النكسات وتخشيان القيامة السورية من جديد لأن عاصمة المقاومة التي حررت أرضها من الإرهاب ستصنع تشريناً تحريرياً آخر على امتداد فصول المقاومة والجولان ينتظر.. كان بإمكان الخليج في حزيران عام ١٩٦٧ أن يحيل نفطه خنجراً من لهب ونار في قلب الاستعمار والصهاينة ..واليوم قد تكون الفرصة مهيأة لإفشال نكسات عربية أخرى خاصة أن سورية انتصرت وإسرائيل أكثر وهنا في المعركة..