تترك الحروب أثرها على المجتمعات لاسيما في الدول المتحاربة بغض النظر عن المعتدي، هذه حقيقة لا أحد يشك بها.. ولكن ثمة حروب تتجاوز طرفي المعادلة ليصل الأثر إلى العالم كله كما حصل في الحربين العالميتين الأولى والثانية..
صحيح أن العالم لم يشهد متغيرات عميقة بعد الحرب العالمية الثانية إلا ما جرى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتبعات الزلزال..
واليوم وبعد عشر سنوات من العدوان على سورية من قبل واشنطن وأتباعها يمكن طرح السؤال التالي: هل تركت هذه الحرب العدوانية أثرها على الشعب السوري وحده؟.
بل لنذهب أكثر في طرح الأسئلة: هل ظل العالم على ما كان عليه قبلها..
بالتأكيد لا، اليوم في قراءات المشهد تبدو المفصلية الثالثة في تاريخ العالم.. سورية شعباً جيشاً قيادةً ثباتاً انتصرت، ونصرها ليس لها وحدها وإن كانت صنعته وحدها.. فهو للعالم كله العالم المؤمن بقضايا السلام والعدل والخير وحق الكرامة والسيادة.
لقد صدع هذا النصر كل ما ظن النظام الغربي أنه ثابت ومسلم به لا يمكن لأحد الخروج منه أو عليه.
يرسم الفعل السوري مساراً جديداً نحو عالم أكثر قدرة على مواجهة الغطرسة الغربية.. عالم يعمل على بناء شبكة العلاقات الدولية وفق المواثيق والمبادئ التي تقوم على الحرية والكرامة..
الصدع قد حدث في بنية استعمارية حان لها أن تزول والبناء بدأ في عالم جديد كان السوريون صناعه.