احتفالية مهداة من “فسيفساء سورية”إلى ذوي الشهداء

اللاذقية-سانا

لوحات فنية متنوعة تخللتها وقفات شعرية ومقطوعات غنائية و رقصات تراثية و عروض فلكلورية استمرت لأكثر من ساعتين ونصف على مسرح دار الثقافة في اللاذقية قبل يومين ضمن فعالية “سوا بتعمر.. سوا منحميها” التي أطلقها فريق فسيفساء سورية التطوعي بمشاركة عدد كبير من المجموعات التطوعية والفرق الشبابية والمنظمات المختلفة والتي عملت مجتمعة على صياغة هذه الاحتفالية الواسعة اهداء و تقديرا لاهالي شهداء وجرحى الجيش العربي السوري بما يليق بذوي هؤلاء الأبطال الذين قدموا أسخى العطاءات كرمى لتراب الوطن .sana.sy

وأوضح ربيع خلوف مؤلف ومخرج الفعالية في حديثه لنشرة سانا الشبابية أن فكرة الأمسية موجودة لدى فريق فسيفساء سورية التطوعي منذ وقت طويل لكنها احتاجت لتضافر جهود جميع الجهات الأهلية والرسمية لتحضير عمل ضخم يليق بضيوف الاحتفالية حيث تم اختيار فقرات البرنامج المعد بدقة بحيث تظهر جميع الفنون على خشبة المسرح بمشاركة عدد كبير من الفرق الفنية بينها بطبيعة الحال فرقة جلق للفنون المسرحية التابعة للفريق.

وأكد خلوف أن التحضيرات لهذا العمل التشاركي تطلبت عملا دؤوبا و تدريبا طويلا حيث استغرقت أكثر من شهرين متتاليين قدم خلالهما المشاركون أفضل أشكال الانضباط والالتزام لتخرج الفعالية بشكل يليق بالحضور وبالجهد المبذول و الجهات المشاركة حيث من المقرر أن يتم نقل هذا العمل إلى ريف اللاذقية وعدد من المحافظات السورية.

من جهتها تحدثت الفنانة التشكيلية مفيدة ديوب و التي أشرفت على النواحي السينوغرافية للعروض عن أهمية الفعالية التي شارك بها أكثر من سبع فرق تطوعية قدمت كل منها رؤية فنية جديدة من ناحية النص والموسيقا والديكور بما يتناسب وروح العمل المقدم مشيرة إلى أنها حاولت قدر الإمكان الاقتباس من الواقع وإظهار تفاصيله على الخشبة بالإضافة إلى العناية بعدد كبير من المفردات الخاصة بالمشاهد التمثيلية موضحة أن الفعالية عكست صورة حقيقية للسوريين الساعين لإيصال رسالة السلام والصمود للعالم بأسره .

وكذلك سجلت المقاومة السورية حضورها في الفعالية من خلال المشاركة في عدد من اللوحات التمثيلية على المسرح فحضر أعضاؤها بلباسهم العسكري الكامل ودعموا المشاهد بتفاصيل واقعية أضفت على العروض الكثير من الحماسة ولاسيما بما يتصل بأداء الممثلين على الخشبة حيث أشار علاء علاء الدين مدير المكتب الإعلامي في المقاومة السورية إلى أنها ليست المرة الأولى التي يشارك بها شباب المقاومة في مثل هذه الفعاليات الوطنية لأنهم يعتبرون أن الوطن بحاجة لتكاتف الجميع ثقافيا وسياسيا وعسكريا فالبندقية وحدها لاتستطيع تقديم شيء دون فكر وعلم يدعمها و هو ما يعد واحدا من الأسس التي تقوم عليها المقاومة السورية.

وقال “حاولنا زرع البسمة والتفاؤل على وجوه أبناء شهدائنا الأبرار الذين يستحقون منا كل رعاية واهتمام كما أننا سعينا لتكريس صورة سورية الأم في المشاهد التي شاركنا بأدائها للتأكيد على أن الوطن لن ينسى أبناءه مهما أخطؤوا أو فعلوا بحقه وأن مصير كل السوريين هو العودة للالتفاف حول بعضهم البعض تحت سماء وطنهم الموحد و الذي لن يرضوا بديلا عنه مهما فعل المتآمرون”.

وكان للشعر المكتوب لسورية حصة وفيرة من فعاليات الأمسية حيث قدم الشاعر بديع صقور مقطعا من قصيدته “ابانا الذي على قيد غياب” من ديوان شعره الأخير “دعوا الحمام ينام” الذي يتحدث عن الشهيد والوطن والعلاقة بين الإنسان والآخر والتمسك بالوطن و الأرض والدفاع عنها وتمجيد الشهداء الذين يعتبرون قناديل في سماء الوطن ينيرون درب النصر .

أما الشاعرة زين خضور فذكرت انها سعت في القصيدة التي ألقتها تحت عنوان “لن تستطيعوا” إلى استعادة القيم الحضارية الموغلة في التاريخ و التي يعتبرها السوريون أساسا لسلوكهم الإنساني ومهدا للأفكار الخلاقة التي خرجوا بها إلى العالم مشيرة إلى ضرورة استنهاض الروح السورية التي طالما كانت صانعة للحياة و الانتصارات الحتمية في هذه البقعة من الأرض.

وتضمن برنامج الاحتفالية عرضا غنائيا لفرقة “شمس القضية” المتخصصة بالراب الوطني وقال عضو الفرقة احمد دياب .. نحاول من خلال كلمات اغنياتنا عكس صورة الواقع السوري و تقديم شرح مفصل لما يجري على الارض عبر توضيح ابعاد الازمة السورية وتبعاتها وانعكاساتها كما نحاول تسليط الضوء على المؤامرات المحاكة ضد بلدنا وتوعية الشباب بخيوطها وأدواتها من خلال الكلمة واللحن السريع حيث تم تحضير كافة الأغنيات التي تم تقديمها خصيصا للمناسبة لأدائها على شكل سلسلة مترابطة تصور الواقع هادفين في الوقت نفسه إلى تحويل الراب من فن شارع إلى فن يخدم القضية ويقارب وعي الشباب وطريقة تفكيرهم.

وسجل الحزب السوري القومي الاجتماعي حضورا لافتا في الاحتفالية من خلال فقرة غنائية شارك بها اكثر من 23 طفلا وطفلة تتراوح اعمارهم ما بين 6 و 12 عاما حيث أوضح محمد علي شغري مفوض عام الاشبال في الحزب ان المجموعة ارادت تقديم نفسها للجمهور من خلال أغنية “تعلى وتتعمر يا دار” التي أداها كورال أشبال الحزب السوري وهي فرصة للمشاركة بجميع الفعاليات الاجتماعية والاقتراب بشكل صحيح من الجمهور من خلال الفن والكلمة لجذب الناس وتحقيق انتشار شعبي واسع بين مختلف الفئات.

يذكر أن فريق فسيفساء سورية التطوعي تأسس منذ بداية الازمة ويهتم بتنمية المواهب الفنية لدى فئة الشباب بالاضافة الى نشاطاته المخصصة لدعم الوطن و الشرائح المتضررة.

ياسمين كروم -مي قرحالي