دمشق-سانا
لأنه لم يستطع أن يحقق حلمه بأن يصبح طيارا حربيا يزود عن أرض بلاده بالسلاح فقد تحول إلى مهنة تمكنه من إعلاء قيمة الوطن واسمه المقدس فكان الإخراج السينمائي هو الطريق الذي اختاره المخرج المهند كلثوم ليخدم من خلاله القضايا الوطنية والانسانية وفق رؤية إبداعية ما لبثت أن أثبتت تميزها على الساحة المحلية والعربية مكللا دراسته الأكاديمية العالية بأفلام يعتبر كلا منها وثيقة بصرية سيحفظها التاريخ الفني وخاصة انها تسجل للانسان السوري كل ما يسم شخصيته الحضارية.
حول تجربته الفنية تحدث المخرج كلثوم لنشرة سانا الشبابية موضحا أن بداياته في العمل الفني كانت في مدينة دمشق من خلال دراسته في مدارس أبناء الشهداء حيث كان ضمن الفرقة المسرحية التابعة للمدرسة وفي وقت لاحق خضع لدورة إعداد مخرج مسرحي بإشراف وزارة التربية ومنظمة اتحاد شبيبة الثورة.
وأشار إلى أنه “منذ البداية كان يميل إلى الإخراج السينمائي ولذلك سافر إلى أوكرانيا في العام 2003 لدراسة هذا الفن حيث لم يكن في دمشق آنذاك كليات أو معاهد أكاديمية متخصصة بالإخراج السينمائي أو التلفزيوني وقد حالفه الحظ ليكون سفيرا لبلده سورية في الخارج من خلال عمله الفني”.
ودخل المهند كلثوم إلى صميم المجتمع الأوكراني بعاداته وتقاليده فاستطاع كما يقول كسب ود من حوله وأن يطرح عبر ما أخرجه من أفلام هموم الشباب هناك إلى جانب استلامه رئاسة القسم الإعلامي في الجالية السورية بمدينة خاركوف فكان له نشاط مميز وبصمة واضحة على صعيد إقامة المعارض الفنية والسياحية والأعمال السينمائية التي تعرف بسورية.
كذلك أنجز خلال دراسته في أوكرانيا مجموعة من الأفلام القصيرة وكان أهمها فيلم بعنوان “أمل..إيمان.. حب” وهو عبارة عن فيلم روائي قصير مدته 15 دقيقة قدمه كمشروع للحصول على شهادة البكالوريوس أما ما أثار حقا ضجة سينمائية واسعة حسب كلثوم فهو فيلم بعنوان كفى كان قد أخرجه كرسالة تخرج لنيل شهادة الماجستير وتطرق فيه لموضوع العنصرية النازية وقد تم تكريمه بعد هذا الفيلم ومنحه جائزة المدينة من قبل محافظ خاركوف عام 2010.
وعند عودته من أوكرانيا بدأ يتعرف على الأسلوب المتبع في الأعمال السينمائية داخل سورية وكانت انطلاقته الأولى في العمل من خلال إخراج فيلم البرزخ عن الجولان السوري المحتل.
وأشار كلثوم إلى أنه ومنذ ذلك الحين أخرج عشرات الأفلام الروائية الوثائقية والتسجيلية القصيرة التي أنجزها على مدى سنوات تجربته الفنية وأرخ فيها بالصورة والوثيقة لقصص وحكايا إنسانية طغى الهم الوطني على اغلب موضوعاتها كما رافق جنود الجيش العربي السوري في مواقعهم القتالية خلال الأحداث الأخيرة وقاسم طلاب الأولمبياد العلمي السوري نجاحاتهم وطموحاتهم الكبيرة فضلا عما اعلاه في مجمل أفلامه من قيم إنسانية ارتكزت على الحب والانتماء للوطن.
واختتم كلثوم بالقول لا خطوط حمراء في التعامل مع النص الدرامي فالمهم أن يحمل النص رسالة وأن تتكامل فيه روح النص وبنيته كما هو الحال في فيلمه الروائي القصير توتر عالي والذي حصل من خلاله على جائزة تهارقا الذهبية السينمائية الدولية في السودان بمرتبة الشرف وهو من سيناريو سامر محمد اسماعيل وإنتاج المؤسسة العامة للسينما حيث يتحدث الفيلم عن محاولة سينمائية للدفاع عن سكان العشوائيات من خلال قصة حب تجمع بين شاب يعمل كفني إضاءة في شركات الدراما وفتاة قادمة من الريف لدراسة فن المسرح في دمشق.
ربى شدود