دمشق-سانا
إنهم السوريون، يصرون في كل منعطف ومحطة مفصلية على أن يقدموا للعالم أجمع دروسا في الإصرار وتحدي الصعوبات والتمسك بالأمل رغم كل ما يتعرضون له من إرهاب وحصار ومحاولات تشويش وحملات شعواء تستهدف مبادئهم وثوابتهم الوطنية.
السوريون ينتخبون، ليقولوا للعالم بأسره إنهم إلى جانب جيشهم البطل حتى تحقيق النصر النهائي على الإرهاب والاحتلال بمختلف أشكاله ومسمياته.. وليعطوا هذا العالم دروساً بمعنى الديمقراطية الحقيقية فهم أسياد الموقف وأصحاب القرار في معركة الدفاع عن وطنهم وحريته واستقلاله.
السوريون ينتخبون، ولعل ما قدمه المغتربون منهم في دول عدة حول العالم من مواقف وصور لافتة يوم الخميس الماضي خلال مشاركتهم في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي يقدم مثالاً مصغراً عما تشهده سورية اليوم من حدث وطني حافل بالمشاعر الصادقة التي يكرسها العمل واقعا ًيحمل معه كل الأمل بغد مشرق ومستقبل واعد.
السوريون ينتخبون، ليثبتوا كما كانوا دائماً أن صمودهم الأسطوري خلال سنوات الحرب الإرهابية على وطنهم لم يضعف ولم يخفت فهم قادرون على تجديده ومضاعفته كلما تطلبت الظروف وكلما احتاج الوطن إلى مزيد من التضحيات لصون عزته وكرامته.
السوريون ينتخبون، ليقدموا أمثولة جديدة في الوحدة والتماسك والتكاتف رغم كل ما تعرضوا له من محاولات يائسة لتفريقهم وتقسيمهم.
السوريون ينتخبون، ليعبروا عن تمسكهم بالعمل والأمل والبناء والإعمار والصبر على المحن والشدائد والتشبث بما يملكونه من قوة ومقدرة في وجه كل الطامعين والمتربصين بوطنهم وحاضرهم ومستقبلهم.
السوريون ينتخبون، ليختاروا بملء إرادتهم ما يريدونه لهم ولأبنائهم ولمستقبل بلدهم من تمكين وعزة وازدهار وقدرة على مواجهة التحديات والصعوبات.
السوريون ينتخبون، وكلهم ثقة بأن الآتي سيكون كما يريدون له أن يكون، متوجاً بالنصر وعابقاً بالأمنيات المحققة ومليئا بالأمل، إن الغد ومهما طال انتظاره سيأتي بتحقيق المنشود من الأهداف والطموحات.
السوريون ينتخبون، ليجددوا العهد بأنهم أبناء الوطن وحماته ومن يبنيه بالعمل الجاد المتواصل والدؤوب ومن سيبقى رافعاً رايته حتى تحرير الأرض من الإرهابيين والمحتلين وإعادة البناء والإعمار.
السوريون ينتخبون، واليوم وبأصواتهم التي يدلون بها في صناديق الاقتراع يؤكدون مجدداً أنهم كانوا وما زالوا وسيبقون على عهدهم ووعدهم بالتمسك بسيادة وطنهم واستقلاله وقرارهم الوطني المستقل الذي لا يخضع لمساومة أو ابتزاز أو ترهيب.
وليد محسن