دمشق-سانا
في مقاربتهم للاستحقاق الدستوري المتمثل بالانتخابات الرئاسية المقبلة في السادس والعشرين من أيار الجاري ينطلق قادة الفرق ومديرو المؤسسات الموسيقية في سورية من صلب اختصاصهم حيث يرون أن كل صوت سوري يعطي زخماً إضافياً للعملية الانتخابية كما الآلات التي تعطي للفرقة الانسجام والتكامل.
المايسترو ميساك باغبودريان قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية الذي يقدم هذه المقاربة التي تجسد أهمية العمل الجماعي يرى أن إعطاء صوتنا والمشاركة في الانتخابات الرئاسية في هذه المرحلة المهمة من تاريخ سورية يساهم في بناء بلادنا التي لم يتوقف أبناؤها لحظة واحدة منذ بداية الحرب عن العمل كل منهم باختصاصه وتقديم التضحيات والصمود.
وحين يستعيد المايسترو باغبودريان عمل الموسيقيين خلال سنوات الحرب يؤكد أنه انطلق من حاجة المجتمع لبث إرادة الحياة فتحولت الموسيقا من حالة مكملة للإنسان إلى ضرورة وفسحة أمل يتشارك فيها كل أعضاء المجتمع آلامهم وخوفهم وأحزانهم وقلقهم ليصبحوا أقوى وإيجابيين بدل أن تكون الحالة السلبية هي المسيطرة.
وعبر التحديات العديدة التي واجهت الشعب السوري يرى باغبودريان الحائز على جائزة الدولة التشجيعية سنة 2020 أنه من حق السوريين إبداء الرأي المبني على المنطق بما فيه المختلف في بعض الحالات لكونه يقوم سير المجتمع بشرط أن يقوم على آليات حوار بناءة وليست هدامة مع تمتع الشعب بالوعي الناضج لتلقف الأفكار ووضعها بإطارها السليم والتطبيق الأفضل.
عميد المعهد العالي للموسيقا وقائد الفرقة السورية الوطنية للموسيقا العربية المايسترو عدنان فتح الله تحدث بدوره عن أهمية التحدي الحالي الذي تخوضه سورية وشعبها بكل مكوناته للحفاظ على السيادة والقرار الوطنيين للوصول إلى مرحلة إعادة الإعمار بيد الخبرات الوطنية التي امتلكت تجربة كبيرة صنعتها من رحم الحرب.
ويعول المايسترو فتح الله على دور القطاع الموسيقي الأكاديمي في المرحلة القادمة بما حققه من تطور وتخريجه لموسيقيين بمستوى رفيع وإطلاقه مشاريع خلاقة وقدرته على التعامل مع مفرزات الحرب والحصار ونقص عدد الكوادر المختصة مع المساهمة التي قدمها الموسيقيون المغتربون الأكاديميون ما أدى مجتمعاً إلى تقديم حراك فني للجمهور السوري كرس الحالة الجامعة لكل الناس.
دار الأسد للثقافة والفنون التي لعبت دور الحاضنة لكل حراك موسيقي أكاديمي رغم ما طالها من قذائف الحقد ورغم الحصار المفروض وقدمت رسالة ثقافية سورية حضارية راقية ورصينة تحدث باسمها مديرها العام المايسترو أندريه معلولي: أن الخبرات والكوادر الوطنية التي دافعت عن الوطن وصانته هي ذاتها التي تتكاتف لإنجاح الانتخابات الرئاسية تأكيداً على حقنا الدستوري للشروع بإطلاق مرحلة إعادة الإعمار وفق استراتيجيات ورؤى تصب فيها جهود الجميع كل وفق اختصاصه.
ويؤمن معلولي الذي يتولى قيادة أوركسترا أورفيوس بأن الموسيقا والموسيقيين وقفوا جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش العربي السوري ومع جميع القطاعات والمؤسسات للدفاع عن الوطن مؤكدين إرادتهم الراسخة بالبقاء والصمود والاستمرارية بنقل الصورة الحضارية عن وطنهم.
ولم تعد الموسيقا في بلادنا وبعد كل ما شهدناه وفقاً لمعلولي حالة رفاهية بل ساعدت الناس على بث روح الأمل والتفاؤل والإصرار على البقاء وعبرها استطعنا بناء جسور التواصل مع الآخر والتعريف بمكانة الإنسان السوري وما يمتلكه من معارف وثقافة عمرها آلاف السنين وهو صاحب النوطة الموسيقية الأولى والأبجدية الأولى.
رشا محفوض