طهران-سانا
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الطريق للمواجهة الحاسمة مع العنف والإرهاب هو التعاون والتوحد مشيرا إلى أنه حينما يجتمع الإرهابيون من مختلف الدول في أماكن مثل أفغانستان والعراق وسورية سيقومون حين عودتهم إلى دولهم بنقل الأفكار الإرهابية معهم.
وقال روحاني خلال استقباله اليوم في طهران وزيرة خارجية كرواتيا فيسنا بوسيتش إن “الاستقرار والأمن والتنمية تهم جميع الدول وهي مرتبطة مع بعضها البعض” مشددا على أن عدم الاستقرار وغياب الأمن في دولة أو منطقة ما يمكن أن يمتد سريعا إلى الدول الأخرى والمناطق المحيطة.
وأضاف الرئيس الإيراني: نعيش اليوم في ظروف ينبغي فيها على جميع الدول دعم بعضها البعض لإرساء الأمن والاستقرار.
وكان الرئيس الإيراني دعا في وقت سابق اليوم إلى تعاون جميع الدول في التصدي للتطرف والارهاب واحلال الامن والاستقرار بالمنطقة لأن التوتر بين دولها يضر بالسلام والامن والاستقرار فيها.
من جهة أخرى لفت روحاني إلى أن القضايا المطروحة للبحث بين ايران وبعض الدول الغربية قابلة للحل بسهولة في ظل الحوار والمنطق وأن الوضع السائد في عالم اليوم ليس وضع “لي الذراع” لأن إيران تدعو للتعاطي مع الاخرين بالمنطق والحوار.
وأكد روحاني أن بلاده تدعو في المجال النووي للاستخدام السلمي للطاقة الذرية والاستفادة من حقوقها في اطار القرارات الدولية ومعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية /ان بي تي/ مشددا على أن إيران صامدة وراسخة بثبات لإحقاق حقوقها وترغب أن تطمئن الآخرين حول أنشطتها النووية السلمية.
واعتبر الرئيس الايراني أن الاتفاق في الملف النووي يخدم مصلحة الطرفين والأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم كله مضيفا إنه يزيد من فرص الطرفين ليتمكنا من الاهتمام بالقضايا التنموية وتعزيز العلاقات المتبادلة خاصة وإن المنطقة وأوروبا ومناطق اخرى من العالم تشهد اليوم اعمالا ارهابية خطيرة.
ولفت روحاني إلى أن طهران وزغرب كانت لهما على الدوام علاقات جيدة مرحبا بتطوير العلاقات بين البلدين وإنه بإمكان طهران وزغرب التعاون وتبادل الرأي من أجل إرساء السلام في المنطقة وأوروبا والعالم.
من جانبها قالت وزيرة خارجية كرواتيا خلال اللقاء.. “إننا نعتقد أنه من دون إيران ليس من الممكن حل مشاكل المنطقة بسهولة لذلك هناك ضرورة للوصول الى اتفاق مع إيران في الملف النووي”.
وأضافت بوسيتش إنه “رغم كل الصعاب والمشاكل فقد تم تحقيق تقدم مهم في المفاوضات النووية ومن يهتم بالاستقرار والسلام في العالم يشعر بالأمل في الوصول إلى حل واتفاق في الملف النووي الإيراني” داعية إلى تطوير أوجه التعاون بين طهران وزغرب في جميع المجالات.
شمخاني: لا إرادة حقيقية لدى “التحالف الدولي” لمحاربة الإرهاب
من جانبه أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن أداء قوات ما يسمى التحالف الدولي في العراق وسورية يكشف عن عدم وجود إرادة حقيقية في مكافحة التنظيمات الإرهابية.
وشدد شمخاني خلال لقائه اليوم في طهران رئيس البرلمان الجورجي دافيد اسو باشويلي على أن الخطوة الأولى لمواجهة تهديدات التنظيمات الإرهابية تكمن في قطع الدعم المالي والتسليحي والاستخباراتي لهذه التنظيمات.
وحول المفاوضات النووية مع مجموعة خمسة زائد واحد اعتبر شمخاني أن هذه المفاوضات تعد اختبارا لصدق هذه الدول في التزامها بمسيرة التفاوض وإلغاء جميع العقوبات غير الشرعية والظالمة المفروضة على إيران موضحا أن بلاده اعتمدت حسن النية تجاه المفاوضات النووية وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد هذا الموضوع.
وأشار شمخاني إلى أن إيران ستتخذ في الوقت نفسه الرد والإجراءات المناسبة تجاه أي موقف أو سلوك تتبعه الدول الأخرى مؤكدا أن الطرف الآخر سيتحمل مسؤولية العراقيل التي وضعت أمام المفاوضات واتخاذ توجهات ثبت عدم جدواها سابقا.
وفيما يخص العلاقات والتعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين إيران وجورجيا أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني أهمية تعزيز هذا العلاقات لافتا إلى أن التصدي للتهديدات المشتركة مثل الإرهاب وتسهيل نقل الطاقة من المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين.
بدوره جدد رئيس البرلمان الجورجي دعم بلاده لبرنامج ايران النووي السلمي معربا عن أمله بأن تثمر المفاوضات النووية عن نتائج بناءة وأن يتم التوصل الي اتفاق شامل يضمن حقوق إيران.
ودعا إلى تطوير العلاقات بين البلدين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
يذكر أن رئيس البرلمان الجورجي يقوم بزيارة إلى إيران يلتقي خلالها كبار المسؤولين بهدف تعزيز العلاقات والتعاون المشترك بين البلدين.
لاريجاني ينتقد السياسات المزدوجة للقوى العظمى تجاه سورية والمنطقة
بدوره انتقد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني السياسات المزدوجة للقوى “العظمى” تجاه الأوضاع في سورية ودول المنطقة مؤكدا أنه “لا يمكن إرساء الديمقراطية في أي دولة من خلال تمويل الإرهابيين وتقديم الدعم التسليحي والاستخباري لهم”.
وأشار لاريجاني خلال لقائه اليوم في طهران نائب رئيس البرلمان الألماني كلوديا روت إلى أهمية العلاقات السياسية والاقتصادية والبرلمانية بين البلدين قائلا.. إن “التشاور والمباحثات المستمرة بشأن القضايا الإقليمية والدولية الهامة يمكن أن تؤدي إلى تنمية العلاقات بين البلدين في المجالات كافة”.
وأدان لاريجاني جميع أشكال الإساءة إلى الأديان السماوية وقال إن “الاساءة للأديان السماوية وللأنبياء بذريعة حرية التعبير تؤدي إلى استفزاز المشاعر ونشر الكراهية وينبغي أن تؤدي حرية الفكر إلى سمو الإنسان وتكامله”.
بدورها أكدت نائب رئيس البرلمان الألماني ضرورة إيجاد حل للأزمة في سورية عن طريق الحوار بالتعاون بين جميع الدول في المنطقة وعلى رأسها إيران قائلة إن “هناك ارضيات كثيرة في المجالات السياسية والاقتصادية والإقليمية بين ألمانيا وإيران يمكن أن تسهم في إرساء الاستقرار والهدوء والقضاء على العنف”.
بروجردي: تنامي التطرف في سورية والعراق جاء نتيجة للسياسات الخاطئة التي تتبعها أمريكا
في سياق متصل أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي خلال لقائه نائبة رئيس البرلمان الألماني أن التنظيمات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء العزل في سورية والعراق هي مجموعات إرهابية مهما كانت مسمياتها وأن تقسيمها إلى “جيد وسيئ” لا يغير من طبيعتها ومن الواقع شيئا.
وشدد بروجردي على أن التطرف والإرهاب يعدان من المشاكل الكبرى في المنطقة وأن تناميهما في سورية والعراق جاء نتيجة للسياسات الخاطئة التي تتبعها أمريكا وحلفاؤها في المنطقة.
واعتبر بروجردي أن الإجراءات المتخذة من قبل ما يسمى “التحالف الدولي” بقيادة أميركا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي” لا جدوى منها “مؤكدا أن محاربة الإرهاب تعد من سياسات إيران المبدئية التي وضعت خبراتها في مجال محاربة الإرهاب تحت تصرف الحكومة العراقية وبذلك منعت سقوط المزيد من المناطق بيد الإرهاب.
وأشار بروجردي إلى المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد موضحا أن إيران التزمت وفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بجميع تعهداتها منذ اتفاق جنيف الموقع عام 2013 وحتى الآن وأن الوصول إلى الاتفاق النهائي رهن بقرار مجموعة خمسة زائد واحد التي بإمكانها المساعدة بالوصول إلى اتفاق بنظرة واقعية وتجنب الرؤية السياسية أو استخدام هذه القضية كأداة.
وأكد بروجردي أن التخلي عن حق الشعب الإيراني في الاستخدام السلمي للطاقة النووية لم ولن يكون موضوعا للتفاوض.
من جانبها أكدت روت رغبة بلادها في التعاون مع إيران لمحاربة الإرهاب في المنطقة وقالت..”إن ألمانيا وفي ضوء علمها بدور إايران المؤثر في تطورات المنطقة ترحب بالتعاون معها في مجال محاربة الإرهاب”.
وأوضحت روت أن محاربة الإرهاب ليست ممكنة بالأداة العسكرية فقط وأن السبيل للقضاء عليه في المنطقة هو السبيل السياسي وبالإمكان الوصول إلى “حل واقعي” عبر الحوار بين الدول المهمة والمؤثرة في المنطقة مشيرة إلى أن الهدف من زيارتها والوفد المرافق إلى إيران هو فتح نافذة جديدة في العلاقات الثنائية وتنمية التعاون الودي بين ألمانيا وإيران في شتى المجالات.
يونسي: الكيان الصهيوني سبب انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة
إلى ذلك أكد مساعد الرئيس الايراني لشوءون القوميات والاقليات الدينية علي يونسي ان الكيان الصهيوني هو سبب انعدام الامن في المنطقة حيث يعمل على اثارة الفتن والاحقاد وعدم الاستقرار في المنطقة.
وأشار يونسي خلال لقائه اليوم في طهران كبير أساقفة الطائفة الارمنية الكاثوليكية البطريرك نرسس بطرس التاسع عشر إلى أن جميع الاساءات التي توجه للإسلام هي من فعل الصهاينة وقال: “هناك ممارسات مشبوهة وخفية لدفع العالم والمنطقة نحو عدم الاستقرار والامن”.
ونوه يونسي بالموقف الشفاف والصريح للبابا فرانسيس من الرسوم المسيئة للإسلام وقال: “إن نشر هذه الرسوم لا يمثل اساءة للإسلام فقط بل هو في الحقيقة إساءة لجميع الأنبياء.
وأكد يونسي أن الشعب الإيراني بمختلف طوائفه وقومياته يعيش بسلام ووئام مشددا على ان الحكومة الايرانية تعتبر نفسها مسؤولة عن الدفاع عن حقوق جميع الاقليات الدينية في إيران.
من جهته قال البطريرك بطرس في اللقاء: “من الواضح جدا أن أتباع الأقليات في ايران يعيشون بسلام ووئام ودون أي مشاكل وهذا الامر بسبب الجهود التي تبذلها السلطات الايرانية وخاصة حكومة الرئيس روحاني”.
وأضاف البطريرك بطرس: “إن البابا فرنسيس كان من السباقين في التنديد بالرسوم المسيئة وعلينا أن نعلم أن حرية التعبير لا تعني الإساءة إلى الأديان الأخرى”.
وكانت صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية أعادت فى وقت سابق هذا الشهر نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام الأمر الذي لقي استنكارا وإدانة واسعة في العالم عموما والعالمين العربي والإسلامي خصوصا.