الاحتلال الإسرائيلي يواصل مجازره في قطاع غزة والقدس المحتلة

القدس المحتلة-سانا

أشلاء ودماء الشهداء والجرحى وخاصة الأطفال منهم وقصف المنازل على رؤوس ساكنيها واستهداف كل شيء في قطاع غزة من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته وبحريته وحصار المسجد الأقصى المبارك واقتحام باحاته وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام على آلاف المرابطين فيه ومحاولة تهجير أبناء حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة قسريا تؤكد مجددا وحشية الاحتلال وتثبت عجز المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته حيال المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين.

عشرات الشهداء والجرحى ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر ومدينة القدس المحتلة حيث قصف طيران الاحتلال ومدفعيته منازل الفلسطينيين وتجمعاتهم ومركباتهم ما أدى وفق تقارير وزارة الصحة الفلسطينية إلى استشهاد 25 فلسطينياً على الأقل وجرح العشرات معظمهم من الأطفال الذين كانوا يستعدون لاستقبال عيد الفطر.

روايات مفجعة ومؤلمة عن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة حيث يقول والد الطفل الشهيد حسين منير حمد 10 سنوات لمراسل سانا وقد اختلطت كلماته بالألم والدموع على استشهاد طفله: “اشتريت لابني ثياب العيد التي كان يتشوق للاحتفال بها أسوة بكل الأطفال.. لكن الاحتلال الغاشم مزق جسده ولم استطع التعرف على ملامحه.. ألبسه الاحتلال الكفن بدل ملابس العيد.. الاحتلال يتعمد قتل أطفالنا وكل ذلك لن ينال من عزيمتنا في الصمود والثبات على أرضنا التي سنواصل الدفاع عنها بدمائنا”.

من جانبه تحدث شقيق الشهيد محمد نصير من مدينة بيت حانون شمال القطاع عن استشهاد شقيقه قائلاً: “استشهد أخي في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت حانون والتي راح ضحيتها 13 شهيداً.. حول طيران الموت جسده إلى أشلاء.. لم أستطع التعرف على ملامح وجهه وجسده التي حرقتها الصواريخ.. الاحتلال يرتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني والعالم لا يحرك ساكناً.. هذه الجرائم ما كانت لتتم لولا الدعم الأمريكي للاحتلال وصمت المجتمع الدولي على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني”.

من جانبه يروي محمد المصري من مدينة بيت حانون الذي استشهد خمسة من أفراد عائلته جانباً من جرائم الاحتلال الغاشم بالقول: “قصف الاحتلال أفراد عائلتي بشكل مباشر بالصواريخ والقذائف حيث كانوا على مقربة من المنزل ثم انهالت عليهم الصواريخ وتصاعد الدخان الأسود من المكان.. لم نستطع التعرف على أجسادهم التي تحولت إلى أشلاء.. احترق جسد الطفلة رهف 10 سنوات بفعل قذائف الاحتلال.. أين ضمائر العالم من هذه الجرائم بحق الأطفال والنساء وكبار السن.. ما يحدث جريمة بشعة ومستمرة بحق الشعب الفلسطيني”.

عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صابر الزعانين أشار إلى أن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى في العدوان الغاشم على القطاع واستهداف المنازل وتجمعات الأطفال والنساء والعدوان المستمر على المسجد الأقصى وإصابة المئات من المرابطين في باحاته لن تثني الشعب الفلسطيني عن الاستمرار في معركة الدفاع عن القدس والأقصى والتمسك بحقوقه وثوابته الوطنية مؤكداً أن كثافة القصف واستهداف الأطفال أظهرت عجز المجتمع الدولي عن وقف هذا العدوان.

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض أكد أن الاحتلال يخوض حرباً على كل ما هو فلسطيني في محاولة لتكريس التهويد والاستيطان وخلق وقائع جديدة على الأرض لكن كل هذه المخططات ستفشل أمام بسالة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن مقدساته وأرضه مشدداً على أن إمعان الاحتلال في استباحة الدماء والمقدسات سيواجه بمزيد من المقاومة والصمود من الشعب الفلسطيني.

وحول العدوان المستمر على المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة ومواصلة حصاره والاعتداء على المرابطين في باحاته قال المختص في شؤون القدس فخري أبو ذياب إن الاحتلال يواصل حصار المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح والبلدة القديمة في القدس وهناك المئات من الجرحى في صفوف المصلين في باحات الأقصى جراء الاعتداء عليهم بالرصاص وقنابل الغاز السام.

وأكد أبو ذياب أن أكثر من 520 فلسطينيا أصيبوا بجروح وحالات اختناق خلال الساعات الماضية في الاعتداءات المستمرة على الأقصى لافتاً إلى أن الاحتلال أغلق كل مداخل البلدة القديمة ومدينة القدس لمنع وصول آلاف الفلسطينيين الذين هبوا للدفاع عن الأقصى في ظل الهجمة الشرسة عليه.

مدير عام دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي أوضح أن الاحتلال ينفذ عدواناً على الأقصى بهدف فرض واقع تهويدي جديد وتهجير أحياء سكنية بأكملها في القدس وخاصة الشيخ جراح ووداي الجوز وبلدة سلوان مؤكدا أن الصمود والثبات والدفاع عن القدس هو الطريق الوحيد لإحباط مخططات الاحتلال الخطيرة في المدينة المقدسة.

محمد أبو شباب