كيان العدو في مأزق- بقلم: بشار محمد

بقليل من التدقيق والتمحيص في المشهدين الدولي والإقليمي وانعكاساتهما على توازنات المنطقة وملفاتها المعقدة لا بد لنا أن ندرك حجم المأزق الكبير الذي يعانيه كيان العدو الصهيوني خارجياً وداخلياً فمن جهة يعاني بيته الداخلي وهناً غير مسبوق جراء تفاقم مشكلاته الداخلية المتمثلة بفشل تشكيل حكومة للكيان الغاصب إثر تكليف يائير لابيد زعيم ما يسمى حزب “هناك مستقبل” بتشكيل حكومة للكيان بعد أن خابت محاولات نتنياهو بالتشكيل وهي الرابعة من نوعها خلال عامين يضاف إليها هشاشة تماسك الداخل الصهيوني بعد عجز القبة الحديدية عن اعتراض صاروخ الرعب الذي سقط بالقرب من مفاعل ديمونة في النقب وتأمين مظلة الحماية من صواريخ قطاع غزة.

المأزق الأكبر هو هاجس الرعب الذي يعتري كيان العدو مع تعاظم قوة ومكانة محور المقاومة في المنطقة والعالم مع اقتراب إيران من استعادة حقوقها المشروعة وفك الحصار عنها وإحياء اقتصادها وتمتين موقفها بفعل نجاحها بفرض رؤيتها وشرطها في محادثات فيينا والتي ستفضي لعودة الولايات المتحدة الأميركية للاتفاق النووي ما يعني إنزال الهزيمة في قلب الكيان و إرغامه على تقزيم طموحاته فأميركا الداعم الأعمى والمطلق تحت قيادة ترامب مختلفة بنسبة كبيرة عن أميركا تحت قيادة بايدن أقله في هذا الملف الموجع تحديداً للعمق الاستراتيجي لكيان العدو.

ومن هنا نقرأ هيستريا العدو الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة ضد أراضي سورية وسيادتها واستقلالها وتحرشه المتكرر بالحليف الإيراني باستهداف للسفن الإيرانية ومفاعل نطنز وبهجمات سيبرانية تقف مجموعاته العدوانية خلفها لجرّ المنطقة لحرب يتمناها سعياً منه لتصدير أزماته الداخلية وخلط أوراق المنطقة من جديد بعد أن أخذت مسار الانتظام والترتيب وتهدئة الجبهات والساحات ومحاولته حرف بوصلة الحلول القريبة الواقعة رغماً عن أنفه.

محور المقاومة الذي فوّت على العدو فرصة إمكانية فرض شروطه وزمان ومكان الحرب حريص اليوم أكثر من أي وقت على انتهاج الصبر الاستراتيجي وكبح جماح العدو ومن يقف خلفه عبر تماسكه وتطوير أدواته وأساليبه وتحسين قدراته فهو لا يخفي مقدار ما يملك من قوة رادعة وحجم الخبرة الكبيرة التي كسبها في معركة الإرهاب وقوة دبلوماسيته وبراعته في كسب النزال السياسي وتفكيك عقد ملفات المنطقة وصولاً لمشهد فرض إرادته بثقة المنتصر الممسك بزمام المبادرة والحل والربط في المنطقة.