حملت لقب أم الشهداء وأخت الجرحى.. ممرضة نموذج للعمل والعطاء

السويداء-سانا

لا تخلو مراسم تشييع جثمان أي شهيد من المشفى الوطني بمدينة السويداء من وجود الممرضة ربيعة شقير التي تحرص بالورد والرز على زف جميع من قدم التضحيات في سبيل الدفاع عن عزة الوطن وكرامته.

ربيعة 46 عاما التي زفت شقيقها أيضا قبل تسع سنوات شهيدا تشير خلال حديثها لمراسل سانا إلى حرصها على التواجد الدائم لزف جميع الشهداء الذين تعتبرهم أخوة وابناء لها وهي تشعر بالفخر والاعتزاز.

وتروي ربيعة التي تشغل رئاسة مكتب الجرحى وذوي الشهداء بالمشفى الوطني حاليا كيف تم تكريمها من قبل العديد من الجهات ومنحها لقب “أم الشهداء” وكذلك لقب “أخت الجرحى” من الجرحى أنفسهم تقديرا لما تقوم به تجاههم من متابعة أحوالهم داخل المشفى ومنازلهم بشكل تطوعي دون مقابل وكذلك التنسيق مع بعض الجمعيات الأهلية لتوفير ما يلزمهم من عكازات وأسرة وغيرها من مستلزماتهم.

وبعد عشر سنوات من الحرب الإرهابية على سورية تستذكر ربيعة العديد من القصص التي صادفتها ومنها قصة الطفل هاني الذي كان يغادر بشكل مؤقت مدرسته القريبة للمشفى عند سماعه بمراسم كل تشييع ليحضرها وكذلك قصة الوالد الذي قدم ثلاثة شهداء ولديه ابن رابع مفقود وخامس جريح ثم استشهد في مواجهة اعتداءات الإرهابيين على عدد من قرى الريف الشرقي للمحافظة.

وقالت ربيعة “إنها استمدت من والدتها التي كانت تعمل بالإبرة والخيط وتوفر لها مصروفها لدراسة التمريض القوة والصبر وحب الوطن” مبينة أن كلمات شقيقها الشهيد الذي كان داعما لها و يوصيها بأهالي الشهداء والجرحى قبل استشهاده شكلت أمانة ومسؤولية لمتابعة العمل و تقديم العون لهم بشكل مستمر وذلك بدعم من زوجها مع ما تؤديه من دورها كأم لطفلتين تحرص على تربيتهما على حب الوطن والعلم والعمل.

وبحسب مدير المشفى الوطني الأسبق بالسويداء عدنان مقلد فإن ربيعة مثال للجندي المجهول وملاك الرحمة بعملها وكانت منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية مسؤءولة عن تنظيم مراسم التشييع واستقبال الاهالي ووقوفها الى جانب ذوي الشهداء والجرحى ومساعدتهم.

ووفقا لجريح الحرب إباء عزام فإن ربيعة تستقبل جميع الجرحى وأهالي الشهداء بكل حفاوة ولا تدخرا جهدا في مساعدتهم حتى أنها تقدم خدماتها الإنسانية لهم كممرضة في منازلهم دون مقابل.

عمر الطويل